ابتسمت نسمة وكتمت ضحكتها.
كريمة: أيوه طبعًا مش هنشوفك وهنشوف نفسنا، الترقية تستاهل.
عيناي لا ترى الضوء (الجزء العاشر) للكاتبة هدير محمد
ليلة العمر الذهبية (الجزء 14 والأخير) للكاتبة حنان حسن
ليلة العمر الذهبية (الجزء7)
عمار وهو بيشاور بإيده على نسمة: شفتي يا نسمة، أنا كنت عارف إن كريمة مستنية أي ترقية عشان تتكبر علينا بقى وتبان على حقيقتها.
ردت كريمة على هزاره: أنا هتكبر عليك يا عمار، ولا إنت بقى اللي زعلان إن أنا اترقيت.
عمار: لا لا يا كريمة إنت صفرة من جوه وإحنا مكناش عارفينك على حقيقتك.
فضلت كريمة وعمار يهزروا مع بعض ونسمة واقفة بتضحك وهي مكسوفة، وفجأة اتخضت أول ما شافت رقمه بيرن على تليفونها.
نسمة: بصراحة جمال بيه بيتصل بيا تاني أنا همشي وإنتي تعالي ورايا.
بص عمار مكان ما نسمة مشيت وسأل كريمة: هي قالت مين اللي اتصل عليها تاني!
كريمة: بتتكلم عن جمال بيه، الرئيس الجديد هيكون مين مثلًا.
بعد ما خلصت الكلام ده استأذنت عشان تروح لنسمة قبل ما تمشي من الشركة وتروح لشغلها الجديد.
جمال كانت عينه حمرا ومليانة غضب وأول ما نسمة دخلت مكتبه قالها: اتأخرتي يعني.
نسمة وهي بتترعش: دخلت الحمام ومن الطبيعي إن أنا اتأخر يا جمال بيه.
خبط بإيده على المكتب وقال: بجد يعني كل التأخير ده عشان إنتي في الحمام بس، لكن مهزرتيش مع أي حد وإنتي جاية.
نسمة باستغراب: تقصد إيه حضرتك أنا مش فاهمة حاجة.
جز على سنانه ورمى الملفات اللي كان ماسكها على المكتب وهو متغاظ، وقالها: مالكيش دعوة بقصدي وخدي الملفات دي اعملي بيها تقارير ورجعيها إنتي سامعاني كويس.
هزة راسها وهي مقهورة، وخدتهم وهي مخضوضة من كميتهم عشان كانت عارفة إن هي هتقعد ساعات كتيرة في الشغل لحد ما تخلصهم.
وأول ملفت وشها سمعته وهو بيقول: ماتاخديش بريك النهاردة يا نسمة.
هزت راسها وهي كاتمة الدموع في عينيها.
شافها وهي خارجة زعلانة بس متأسفلهاش عشان كان قدامه صورتها وهي بتضحك مع كريمة وعمار، وكان نفسه يروح يخصملهم ويجازيهم عشان ميتجمعوش مع بعض ويهزروا مرة كمان، وأول ما خرجت شتم على عمار.
بره الأوضة كانت كريمة بتلم حاجتها من على المكتب بتاعها ومن الدرج قبل ما تمشي من الشركة عشان تاخد الشغل الجديد بتاعها، ولقت نسمة خارجة وهي مبوزة ومعاها ملفات كتيرة ورميتهم على المكتب.
كريمة: إيه ده.
نسمة: ده القرف اللي أمرني بيه جمال وقالي اشتغل فيه، مش أنا قلتلك إن الراجل ده كان عايز يطفشني ويطلع عيني وإنتي مصدقتيش.
حركت كريمة كتفها وهي مستغربة وقالت: أنا صدقتك بس نظام الشغل هنا كده لكن دول كتار جدًا هتخلصيهم امتى.
قعدة نسمة على المكتب وقالت: أما ده شغلي من أول يوم أمال باقي الأيام هيكون شغلي عامل إزاي، أنا مش عارفة افهم الراجل ده بصراحة، وكل شوية متهزريش ومتضحكيش هو هيمنعني من النفس ولا إيه.
وقفت كريمة مكانها وهي مستغربة وقعدت تفكر وقالت: هو ماله إنتي بتهزري ولا بتضحكي أصلًا.
نسمة: أنا حاسة إني همشي من الشركة دي قريب بسبب الراجل ده، ده قالي مفيش بريك.
كريمة: وإيه كمان.
في مكان تاني….
كانت غالية قاعدة على مكتبها وبتهز القلم بتاعها وقافلة شفايفها وسرحانة من وقت ما سابت نسمة وكريمة، وكانت زعلانة وعقلها عمال يفكر إزاي هما خانوها واترقوا هما الإتنين وهي فاكرة نفسها مفيش اذكى منها، كمان كانت بتفكر في المرتب بتاعهم اللي هيزيد وهيبقى عندهم فرص أكتر إن يجيلهم عرسان غنية.
غالية: لا وكمان بيحاولوا يقنعوني إن نسمة كانت رافضة الشغل، وأنا افضل موظفة عادية هنا وهما يعدوني بدرجات كتيرة، حاضر يا نسمة إنتي وكريمة.
وفجأة لفت غالية راسها بعصبية لزميلتها في الأوضة اللي نادت عليها وقالت: هو إنتي بتكلمي مع مين يا غالية.
غالية: مالكيش دعوة أنا واحدة مجنونة وبكلم نفسى.
زميلتها: خلاص كلمي نفسك براحتك أنا غلطانة إني بطمن عليكي.
في مكان تاني وبالتحديد في مكتب رئيسها الجديد كانت واقفه كريمة وهي خايفة وبصه من الشباك الكبير على المناطق الموجودة حوليها والناس والعمال والموظفين اللي عددهم كبير جدًا، دخل عليها المدير وقالها: أنا آسف على التأخير مساء الخير.
ردت كريمة التحية وقالت: مساء النور ولا يهم حضرتك.
قعد وهو متحمس على الكرسي بتاعه وشاورلها عشان تقعد هي كمان وقال: ما هو إنتي لو جيتي من اليوم الأول في التعيين كان زمانك في الاجتماع معانا دلوقتي.
كريمة وهي مبتسمة: هتتعوض المرة الجاية إن شاء الله بس عرفني مكتبي فين وأنا هحاول افهم النظام.
ضحك ضحكة كبيرة وبعدين قال: عايزة علطول كده تعرفي مكتبك، ده جمال بيه كان عنده حق لما قال إنك بتاعت شغل، ومكانش بيهزر معايا.
كريمة مستغربة هو كده بيتريق عليها ولا بيهزر معاها.
حس بيها وحاول يصحح كلامه وقال: أنا مش بتريق عليكي، أنا بقول إن إنتي كويسة جدًا.
قال الكلام ده وهو بيهز راسه وبيغمز بعينه وبيبتسم ابتسامة خبيثة خلاها تتوتر.
حركت كريمة راسها وحاولت ترسم على ملامحها الجدية وقالت: طيب يا فندم هو فين المكتب بتاعي.
ضحك تاني وقالها: يا ستي خدي نفسك الأول واقعدي اشربي معايا أي حاجة عشان إحنا هنشتغل مع بعض كتير.
هزت راسها وهي حاسة بتوتر من كلامه لتاني مرة.
