في حي النور، كان فيه ناس كتير عايشة جنب بعض، كل واحد عنده حكاية، وكان فيه شخصيتين معروفين في الحي: سعيد وسلامة، سعيد كان راجل شقيان، بيشتغل طول النهار عشان يأكل عياله، أما سلامة كان دايماً باصص على رزق غيره.
في يوم من الأيام، سعيد رجع من شغله متأخر، تعبان ومجهد، قعد مع مراته، نوال، في المطبخ يشرب شاي:
الدمية الغامضة ولعنة الظلام
أهمية الصحة الجسدية: رحلة لارا نحو الشفاء والحب
بطلوع الروح (2)
نوال: “إيه يا سعيد، شكلك تعبان النهاردة؟”
سعيد: “آه يا نوال، الشغل كتير والطلبات ما بتخلصش، بس الحمد لله، كله بركة من ربنا.”
في الوقت ده، كان سلامة قاعد مع أصحابه في القهوة، بيتكلم عن سعيد:
سلامة: “سعيد ده مش عارف منين بيجيب الفلوس كلها؟ أكيد بيعمل حاجة مش مظبوطة.”
واحد من أصحابه: “سلامة، سيب الراجل في حاله، ده راجل شقيان.”
لكن سلامة ما كانش بيقتنع، كان دايماً حاسد سعيد على رزقه، وبيحاول يعرف سر نجاحه، في يوم قرر يتبع سعيد عشان يعرف بيشتغل إيه بالظبط، شافه داخل ورشة حدادة صغيرة في أطراف الحي، وقعد يراقبه من بعيد.
سعيد كان شغال بأمانة واجتهاد، وكل الناس في الحي بتحبه وبتحترمه، بس الحقد والغل في قلب سلامة خلته يشوف كل حاجة بمنظور تاني، رجع سلامة بيته، وقعد يفكر إزاي يوقع سعيد في مشكلة، قرر يروح لواحد من كبار الحي، الحاج محمود، ويقوله إن سعيد بيعمل شغل مش قانوني في ورشته.
تاني يوم، سلامة راح لبيت الحج محمود:
سلامة: “السلام عليكم يا حج محمود.”
الحج محمود: “وعليكم السلام، إيه اللي جابك بدري كده يا سلامة؟”
سلامة: “والله يا حج، أنا بس كنت عايز أقولك حاجة مهمة، سعيد اللي في الحي، بيشتغل شغل مش قانوني في ورشته، وبيجيب فلوس من ورا الناس.”
الحج محمود بص لسلامة بتعجب:
الحج محمود: “إيه الكلام ده؟ سعيد راجل محترم وكلنا عارفينه.”
سلامة: “أنا بس حبيت أبلغك، والباقي في إيدك.”
الحج محمود قرر يتحقق بنفسه من الموضوع، فراح لورشة سعيد، لما وصل، شاف سعيد شغال بجد، وقعد يتكلم معاه:
الحج محمود: “إزيك يا سعيد؟ عامل إيه في شغلك؟”
سعيد: “الحمد لله يا حاج، كله تمام، ربنا يديمها نعمة.”
الحاج محمود لاحظ إن سعيد شغال بأمانة ومفيش حاجة غلط، رجع وسأل ناس تانية في الحي، وكلهم أكدوا إن سعيد راجل طيب ومحترم، لما عرف إن سلامة هو اللي نقل معلومات كاذبة عن سعيد، قرر يواجهه.
