
نهاد فضلت شوية مش مستوعبة اللي بيحصل قدام عينها ومصدومة، وكانت حاسة الكون كله وقف في الوقت ده، وإنها في غيبوبة، وفاقت نهاد من الصدمة دي على صوت صفير العربيات وزعيق الناس من حوليها عشان تتحرك بعربيتها وتفتح الطريق لباقي العربيات.
فعلًا نهاد اتحركت وفضلت ماشية ورا عربية جوزها خليل عشان تتأكد من كل الشكوك اللي جواها وتعرف مين الست اللي جنبه في العربية وبيتكلم معاها كده إزاي.

مطرقة الرعد ( الجزء 1) للكاتب عمار عبد البديع

ليلة العمر الذهبية (الجزء 5)

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء العشرون) للكاتبة عليا حمدي
وفضلت نهاد تراقب جوزها من غير ما يعرف، وكان خليل ماشي في نفس طريق البيت، وفضلت نهاد تدعي ربنا إني البنت دي تكون واحدة من زمايله في الشغل بيوصلها وهيرجع البيت دلوقتي وعاملهم مفاجأة.
بس للأسف عربية خليل وقفت قدام بيت قريب من بيت خليل ونهاد، ونزل خليل والست اللي معاه من العربية وهما آخر انسجام وضحك ومعاهم شنط السفر، وخليل ماسك شنطة السفر اللي جهزتهاله نهاد بإيدها، وأخد خليل الست اللي معاه في حضنه وطلع بيها العمارة قدام البواب عادي كده.
كل اللي حصل ده شافته نهاد قدامها وهي مش مصدقة إن ده حقيقي وحاسة إنها في كابوس وحش أوي.
كملت نهاد ونزلت هي كمان من العربية بعد ما خليل والست اللي معاه طلعوا، وراحت نهاد ناحية بواب العمارة وسألته أكنها متعرفش خليل.
نهاد: بقولك لو سمحت هو الراجل اللي طلع من شوية ومعاه الست دي تعرف هما مين؟
البواب: اللي طلعوا من شوية يا هانم، ليه لا مؤاخذه بتسألي يعني!
نهاد: لا بس الست إللي معاه دي بشبه عليها عشان شبه واحدة صاحبتي فكنت عايزة أعرف هي ولا لا؟
البواب: الراجل ده يبقى الأستاذ خليل بيقولوا إنه محامي كبير في شركة معروفه يعني وساكن جديد معانا هنا في العمارة.
حست نهاد من كلام البواب إنه مش عاوز يديها كل المعلومات عنهم، فبسرعة ادت البواب فلوس عشان تشجعه يتكلم معاها ويديها كل المعلومات اللي هي عاوزاها.
البواب: ليه بس كده يا هانم مالوش لازمة الكلام ده إحنا تحت أمرك في أي حاجة.
نهاد: معلش حاجة بسيطة بس للولاد، بس قلي الأستاذ اللي طلع والست اللي معاه دول متجوزين.
البواب: أيوه يا هانم دول متجوزين جداد، من حوالي شهرين كده بس إيه ما شاء الله عليهم مبسوطين أوي مع بعض كل يوم خروجات وفسح.
نهاد بدأت تعيد الكلمات “متجوزين ومن شهرين” وماكنتش مصدقة اللي بتسمعه لإنها كانت بتثق في خليل ثقة عمياء.
البواب: أيوه يا ست هانم، بس الأستاذ خليل راجل محترم بصراحة وكمان مراته ست كويسة.
نهاد مشيت من قدام البواب وهو بيتكلم عنهم عشان ميشوفش دموعها من تحت النضارة، ومكانتش سامعة أي حاجة حوليها، والجملة اللي رماها البواب في وش نهاد زي الصاعقة كانت عمالة تتردد في دماغها.
ركبت نهاد عربيتها وهي مش عارفة تروح فين، ومفقتش غير على صوت رنة التليفون.
تالين: ألو ألو أيوه يا ماما إنتي اتأخرتي قوي وأنا مستنياكي في الشارع.
نهاد ردت عليها وهي بتحاول تخبي الزعل اللي جواها: أيوه يا تالين خلاص أنا في الطريق داخله عليكي خلاص.
نهاد وهي منهارة من العياط: ياااااااااه يا خليل بعد كل العمر ده تعمل فيا كده وتخوني، طب ليه عملتلك إيه! أنا استاهل كل ده منك.
اتصلت نهاد بخليل في الوقت ده، وهو رد عليها.
نهاد: إزيك يا حبيبي عامل إيه وإيه أخبارك؟
طبعًا نهاد اتكلمت بالطريقة عشان تخبي اللي حصل وإنها عرفت إن هو متجوز عليها وخلاص اكتشفته.
نهاد: إنت فين دلوقتي؟
خليل وهو بيترعش من سؤالها وخايف إنها تكون عرفت الحقيقة: ليه في حاجة يا حبيبتي أنا في إسكندرية في الشغل ما إنتي عارفة.
نهاد: لا أنا كنت أقصد إنت في الشركة ولا في الشقة؟
خليل: لا أنا في الشركة يا حبيبتي ما إنت عارفة الشغل اليومين دول فوق راسي قد كده وتعبان أوي يا نهاد عشان افتتاح الفرع الجديد للشركة هنا.
نهاد: ربنا يعينك يا حبيبي ويقويك معلش بقى.
خليل: معلش أيه يا حبيبتي هو أنا لو ما تعبتش عشانكوا هتعب عشان مين إنتوا أغلى حاجة في حياتي.
نهاد وهي بتضحك بصوت واطي من كلامه: ربنا يخليك لينا يا حبيبي ويرجعك بالسلامة إن شاء الله.
نهاد: أمتى هترجع يا حبيبي؟ هتتأخر أوي عندك؟
خليل: معرفش بس ممكن أسبوعين أو أكتر على حسب ظروف الشغل، إحنا الأيام دي مطحونين في الشغل.
نهاد: أه…عايز حاجة يا حبيبي أنا هقفل دلوقتي عشان رايحة أجيب الولاد من المدرسة والدروس معلش بقى.
خليل: لا يا حبيبتي بس سلميلي على الولاد، مع السلامة مع السلامة.
وخليل ما صدق خليل إن المكالمة بينه وبين نهاد خلصت.
وحست نهاد من صوت خليل وسرعة كلامه إنه عايز ينهي الكلام ويقفل التليفون وكان مستعجل.
نهاد: ياااااه يا خليل ده حتى إنت ما فكرتش تسأل على ابنك أمجد ولا عمل إيه في المسابقة بتاعته، مستعجل أوي تقفل المكالمة عشان أشغالك المهمة اللي إنت بتقول عليها.
فضلت نهاد تفكر في كل حاجة حصلت وتعيد الأحداث كأنها عايزة تستوعب وتصدق اللي حصل، وكانت مش عارفة تعمل إيه وحاسة إنها مدبوحة ومش عارفة تفضفض أو تخرج النار اللي جواها.
وبعد كده فضلت نهاد تكلم نفسها زي المجنونة.
نهاد: كده يا خليل ماشي، قبل كل حاجه لازم تدفع تمن اللي عملته ده غالي أوي عشان أنا ما استاهلش منك كل ده.
من اليوم ده لحد آخر عمري إنت بالنسبالي انتهيت ومش عايزاك تاني، بس الأول هخليك تندم على اللي عملته معايا، ولا يمكن أسامحك على عمري اللي ضيعته معاك وإنت ما قدرتش ده، ولما كبرت وبقيت محامي كبير يا خليل أول حاجة تعملها إنك تخوني و تتجوز عليا، هو ده العوض اللي أنا مستنياه منك، بس وحياة ولادي لهتدفع التمن غالي يا خليل.