أحببتها أثناء انتقامي (الجزء الرابع والعشرون) للكاتبة عليا حمدي

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء الرابع والعشرون) للكاتبة عليا حمدي

آدم كان خارج من أوضته، بس وقف استخبى ورا السلم لما سمع صوت يارا وامها.

يارا بعد ما حاولت تغير نبرة صوتها عشان أمها متاخدش بالها إن هي اتضايقت: حامل ايه بس يا ماما، لا لسه بدري خالص على الكلام ده، وبعدين أنا أصلًا عيلة هربي عيال ازاي؟

قد يعجبك ايضا

سمية: تصدقي أول مرة في حياتك تقولي حاجة صح، يا بت انتي عيلة فعلًا وبعدين في مثل بيقول: متخافش من الهبلة خاف من خلفتها.

بس أنا متأكدة ان آدم راجل كويس وهيقدر ياخد باله منك ومن ولاده بإذن الله.

وبعدين يا بت اوعي تكوني مزعلة آدم ده شخص كويس ويستاهل كل خير، خلي بالك منه وحافظي عليه.

يارا وهي بتحاول تكتم صراخ قلبها: يا ماما طبعًا أنا عارفة ان آدم شخص كويس وراجل قد المسؤولية ويعتمد عليه، بس أنا بردوا بقول ان الام لازم يبقى ليها عامل مع عيالها، سيبك من الكلام ده دلوقتي.

سمية بتردد وشك: يارا يا حبيبتي قوليلي في حد مزعلك؟ آدم مزعلك ولا حاجة؟

يارا حطت ايدها على بقها وعينيها اتملت دموع وحاولت تمنع صوت عياطها وفضلت ثانيتين على الوضع ده، وآدم كان متابع الموقف من أوله، وكان شايف تعابير وش يارا، والمنظر ده أثر فيه جامد ووجع قلبه وقال في نفسه: للدرجة دي أنا تاعبها للدرجة دي أنا واجع قلبها.

آدم حاول ميحسش نفسه بالذنب وكان ناوي خلاص إنه يطلع عشان ميسمعش شكوى يارا منه لأمها، بس فجأة سمع كلام خلي قلبه يتوجع أكتر ويحس بالذنب أكتر، وحس بوجع شديد وإن قلبه هيقف من كتر الألم.

يارا بابتسامة مزيفة وهي بتحاول ترجع لصوتها الطبيعي: آدم ده مفيش أحن منه يا ماما، رغم إنه بعيد عني اغلب الوقت بس دايمًا حاسة بوجوده جنبي.

ده غير انه شخص طيب وبيحسسني دايمًا بالأمان ومش حارمني من أي حاجة، ودايمًا بيفسحني وبيخرجني، وأقولك على التقيلة بقى بيجبلي ورد وشوكولاته زي بابا، وبردوا مبقدرش امسك نفسي وبفضل اتنطط زي العيال الصغيرة واترمي في حضنه وببوسه من خده.

آدم ده يا ماما مفيش زيه في الدنيا، بجد ربنا ميحرمنيش منه ويفضل جنبي طول العمر، بيعاملني دايمًا بحنية وبيفهمني من غير ما اتكلم، وعمري ما حسيت إني تقيلة عليه، ده غير إنه مبيستحملش يشوف دموعي.

سمية بحنية: ربنا يباركلكم في بعض يا حبيبة قلبي واشوف عيالكم، وعيال عيالكم، وافرح بيكوا طول العمر، وربنا يفرحكم دايمًا وميحرمكوش من بعض.

آدم مقدرش يكمل سماع ودخل الأوضة وكانت عينيه بتلمع ولأول مرة بعد وفاة أمه، عينيه بدأت تنزل دموع، نام على السرير بتاعه وحط وشه بين ايده وهو مش مصدق اللي يارا كانت بتقوله.

وقال في نفسه: رغم ان أنا كنت بعيد عنها الفترة دي كلها، وقاسي عليها للدرجة دي، إلا انها لسه بتحبني وبتطمن بوجودي جنبها.

هو أنا ليه بعدت عنها وعاملتها بالطريقة دي؟

هي ليه جميلة وطيبة أوي كده؟

وليه لسه باقية عليا، وليه لسه بتعاملني بالطيبة والطريقة الحلوة دي رغم ان أنا قسيت عليها جامد وسبتها وسببتلها وجع جامد في قلبها، رغم ان هي مغلطتش في حقي ولا عملتلي أي حاجة ضايقتني في يوم، ده غير ان هي قالت عني كل الكلام الحلو ده قدام أهلها رغم اني معملتش أي حاجة من اللي هي قالته.

يا رب ريحني من وجع القلب ده، أنا ليه اتعلقت بيها جامد أي كده، أنا بس كنت عايز انتقم من أبوها بيها بس الخطة خرجت عن السيطرة تمامًا.

يا ترى هيحصلها ايه بعد ما تعرف اللي أنا هعمله؟ ويا ترى هتفضل تحبني زي دلوقتي؟ وهل هتفضل جنبي ولا هتكرهني وهتبعد عني للأبد؟

في الناحية التانية..

يارا قفلت الخط بعد ما اتفقت هي وأمها انهم هينزلوا في اقرب وقت يزوروا بنتهم اللي ما اشوفوهاش من خمس شهور ونص.

يارا اتنهدت بارتياح، لإنها كانت حاسة إن هي في استجواب شرطة، وزعلت ان هي كدبت على أبوها وأمها، بس مركزتش في الموضوع لإنها بصت على هدومها المبلولة من آدم وافتكرت لما حضنها وابتسمت ابتسامة جميلة.

وبعدها دخلت أوضتها تغير ولبست بنطلون لونه أحمر وبادي لونه أبيض، ورفعت شعرها بعشوائية، ونزلت المطبخ عشان تعمل حاجة حلوة، وقررت إنها تعمل كب كيك، وجهزت المكونات بتاعته، الدقيق والشوكولاته وقطع الفراولة، وكل الحاجات بتاعتها وبدأت تحضر وهي بتغني وبتسمع أغاني ماهر زين.

admin
admin