
يارا كانت مرعوبة وخايفة وفضلت تذكر ربنا عشان تهدى شوية ويبدأ الخوف ده يروح.
قالت الشهادتين عشان لو ماتت تموت وهي بتذكر ربنا وتخش الجنة، وفضلت تحمد ربنا إن هي لسه لابسة إسدال الصلاة عشان محدش غريب يشوفها وتموت بحجابها.

بين أشجار غابات الأمازون (الجزء الأول)

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء السابع عشر) للكاتبة عليا حمدي

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء الخامس) للكاتبة عليا حمدي
يارا غمضت عينيها علشان الخوف يروح، وفجأة بتفتح عينيها وبتشوف راجل بكتف عريض وطويل واقف في الصالون وعمال يبص يمين وشمال وحاطط ايده على دماغه.
حست إن هي خلاص بتودع وقضاها جه دلوقتي لإنها استوعبت فرق القوة بينها وبين الشخص اللي داخل يموتها.
استجمعت شجاعتها وقربت من الراجل اللي كان مديها ضهره ومسكت العصاية ونزلت بيها على دماغه، بس للأسف كان الراجل أطول منها بكتير فوصلت الضربة لتحت دماغه بالظبط.
الضربة وجعت الراجل بس موصلتهوش إنه يغمى عليه.
ويارا هنا بقت مرعوبة أكتر وخافت الراجل يلف وينتقم منها.
لكن فجأة لقت الراجل بيقول: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، طب ليه كده؟
وأول ما الراجل لف وشه يارا شهقت شهقة كبيرة وقالت: اااااادم.
وبتلقائية وروح طيبة، وبدون سابق إنذار يارا رمت نفسها في حضنه وفضلت تعيط.
فلاش باك..
آدم وصل مرسى مطروح بالليل ولما قرب للفيلا حاول يركن العربية بعيد، عشان يارا عارفة صوت العربية بتاعته، وهو كان مقرر إنه ميزعجهاش.
وفعلًا آدم ركن عربيته بعيد شوية عن الفيلا وطلع منها شنطته، ودخل بهدوء للفيلا وبعد كده طلع للدور التاني.
واتصدم لما لقى كل الأنوار مطفية ومفيش أي حد في الأوضة، رمى الشنطة بتاعته بسرعة، وده اللي خلاها تطلع صوت عالي شوية.
وكان مخضوض لإنه فكر إن يارا مشيت، ولما فتح الدولاب وملقاش أي هدوم موجودة فيه اتصدم أكتر، لإنه مكنش متوقع نهائي إن يارا ممكن تسيب البيت وتمشي وكان فاكر إن جرأتها متجيبهاش لكده.
آدم فضل واقف متمسمر مكانه ومفيش حاجة في باله غير اللي يارا عملته، وسأل نفسه: يا ترى فعلًا هي بالجرأة دي؟ هل فعلًا مشيت؟
آدم حس بتضارب في مشاعر كبير جدًا، ما بين الخوف والزعل والاشتياق والحب والغضب، بس غضبه سيطر عليه أكتر، وده خلاه يرزع الباب جامد، فالباب عمل صوت وده الصوت اللي يارا سمعته واترعبت منه.
آدم نزل يجري ناحية الصالون زي الطفل اللي أمه ضايعة منه، ونزل على السلم بسرعة ووقف في الصالون.
حط ايده على دماغه وشد في شعره والشر كله طالع من عينيه، وفجأة لقى حد ضربه ضربة قوية على رقبته واتوجع بسببها.
الضربة دي خلت آدم يتحرك من مكانه، وبعد كده لف وشه، وكان لسه هيزق الشخص اللي ضربه بس اتفاجئ بإن يارا بتحضنه وبتعيط وهي بتقول: الحمد لله يا رب الحمد لله.
راس يارا كانت واصلة لحد كتف، ولما فضلت في حضنه بدأ يشم ريحتها اللي كانت وحشاه جدًا، وبعد كده فاق لنفسه والغضب سيطر عليه وزقها على الكرسي اللي كان قدامها.
يارا اتزقت بسهولة جدًا وبصت لآدم بصة حزن وندم وعينيها كانت محمرة جدًا.
آدم فضل باصص ليارا من فوق لتحت وبيتأملها كعادته لكن بيتصدم.
لإنه لقى يارا مبقتش زي الأول، بقت شبه الوردة الدبلانة، وبقت رفيعة جدًا وضعيفة وتحت عينيها هالات سودا ووشها مطفي وراحت من بشرتها النضارة.
حس بالذنب، بس فجأة قال: انتي ازاي غبية كده في حد يضرب حد من وراه، مش معقولة كنتي فاكراني حرامي يعني.
يارا مجاوبتش على آدم، لإن هي مكانش في بالها حاجة غير إنها مبسوطة إن آدم رجع، وكانت في نفس الوقت مصدومة لإنها متوقعتش إن هو يجي في الوقت ده، وفضلت تقول في نفسها: أخيرًا رجعت يا آدم، هل ده حقيقي ولا ده حلم زي كل مرة، أخيرًا.
آدم مسك يارا من ايدها وشدها بقوة وقال: أنا لما طلعت فوق ولقيتك مش موجودة وبصيت في الدولاب وملقيتش فيه أي هدوم ساعتها فكرت إنك مشيتي، بس انتي طلعتي شطورة وبتسمعي الكلام وممشيتيش.
ولو كنتىي مشيتي كان زمانك جنيتي على نفسك وحياتك كلها كانت هتبقى دمار وسواد.
يارا مردتش على آدم وفضل آدم باصصلها وشايف في عينيها نظرات حزن وألم وانكسار وتعب وحب وخوف.
وفجأة يارا وقعت من طولها واغمى عليها بين ايد آدم.
آدم اتخض عليها جدًا وشالها وحطها على الشازلونج وحاول يفوقها بس فشل.
آدم لاحظ على يارا التعب وإن هي خست جامد، فشلها وحطها في الأوضة اللي في الدور اللي تحت، وساعتها آدم اتصدم عشان لقى يارا مستعملة الأوضة دي كأوضة اساسية ليها.
استغرب وسأل نفسه ازاي يارا سابت الأوضة الكبيرة اللي فوق وأخدت الأوضة الإضافية الصغيرة دي ليها، بس مركزش في الموضوع وحطها على السرير بهدوء ومسح وشها، وباسها بوسة صغيرة وهو بيقول: وحشتيني.
حط الغطا عليها ومشي من الأوضة وطلع فوق اتوضى وصلى الفجر، وبعدها راح قعد في البلكونة شوية عشان يتأمل في جمال البحر.
وبعد كده دخل نام واتغطى بالبطانية وفضل باصص في السقف شوية وسرحان في يارا، وسأل نفسه: ازاي كانت عايشة في البيت ده كله لوحدها.
فضل يفكر شوية وبعد كده استسلم للنوم من كتر التعب.