نعيمي وجحيمها (الجزء الخامس) للكاتبة أمل نصر

نعيمي وجحيمها (الجزء الخامس) للكاتبة أمل نصر

تاني يوم الصبح..

نسمة صحيت بدري زي ما متعودة إنها تصحى يوم الجمعة، عشان تخلص كل اللي وراها فى البيت بسرعة وتلاقي وقت تحمي فيه جدتها قبل ما يجي وقت صلاة الجمعة عشان ده من العادات اللي كانت جدتها دايمًا بتعملها وقت ما كانت بصحتها.

قد يعجبك ايضا

وساعدتها في كل ده صفية أختها وقعدوا الجدة اللي كانت متغطية ببشكير صغير وسط الأوضة بعد ما استحمت، قعدت صفية تقصلها ضوافرها ونسمة كانت بتنشف الأرض بعد ما غسلت الهدوم اللي خلعتها جدتها.

الجدة: بالراحة عليا هتقطعيلي إيدي بالقصافة دي.

صفية ردت عليها وهي بتضحك: إنتي بتدلعي يا تيته وبتحركي إيدك، خليك ثابتة عشان أعرف اقصلك.

الجدة: أنا بدلع يا هانم أنا!

ضحكت صفية وهي بتبعد عن جدتها اللي كانت عايزة تضربها على كتفها.

وبعد كده شدتها الجدة رقية من البلوزة بتاعتها وسألتها وهي رافعة حواجبها: تعالي هنا، فين المناكير اللي حطيتيه على ضوافرك امبارح!!

ردت عليها صفية وهي مستغربة: أنا شلته عشان أعرف اصلي، بس ليه السؤال ده!

ضيقت الجدة عينيها وسألتها وهي مركزة: إنتي بتحطي المناكير وتشيليه وقت الصلاة عادي!

هزت صفية راسها وهي بتقول: طبعًا يا تيته، وبيتشال بطريقة سهلة أوي عشان هو إسلامي، وبحطه وقت الخروج بس عشان أفرح نفسي.

سابتها جدتها وهي بتقول: هاتيلي وحطيلي من المناكير عشان عجبني.

سألتها صفية: أحطلك إزاي من المناكير!

ضربتها رقية على كتفها وقالتلها: حطيلي زي ما بتحطي لنفسك، قومي حالًا.

قالتلها صفية وهي مش مصدقة: أحطلك مناكير لونه أحمر إزاي يا تيته!

رقية: وإيه يعني لما تحطيلي لون أحمر! تفتكري هشتغل رقاصة!

ضحكت صفية على طريقة جدتها في الكلام، وبعدين نسمة قالتلها: حطي ليها يا صفية وهبقى امسحهولها وقت الصلاة.

قالت نسمة الكلام ده وهي ماشية فى الصالة قدامهم وشايلة على إيديها الهدوم اللي غسلتها في طبق صغير عشان تنشرها في البلكونة.

صفية: حاسبي يا نسمة شعرك باين من الحجاب.

نسمة هزتلها راسها وبعدها لمت شعرها كويس وحطت الحجاب الطويل عشان تداريه.

قالت صفية وهي حاسة بالانبهار من شعر نسمة: يا سلام يا نسمة شعرك حلو قوي! أنا بتمنى شعري كمان يبقى زيه إنتي ليه بتخبيه!

ردت عليها نسمة وهي بتضحك: اتعودت من وقت ما كبرت وخالي علمني إن البنت لما بتبلغ بتلبس الحجاب وبقيت بلبسه وأنا في البيت كمان.

فاقت صفيه من التركيز بتاعها مع كلام أختها وانبهارها بشعرها على خبطة بالعصاية في رجلها من رقية جدتها وهي بتقول: قولي بسم الله ما شاء الله يا بنت سمية.

ردت عليها صفية وهي بتصرخ: أكيد يا تيته مش هحسدها بالراحة عليا.

رقية اتجاهلت كلامها وقالت لنسمة وهي بتتكلم جد: كلمي خالك النهاردة طمنيني عليه، سيرته لما جت فكرتني قد إيه هو واحشني.

الناحية التانية عند جمال بيه….

علي  كان ماشي بخطوات بطيئة لحد ما قرب من حوض السباحة وهو بينادي على جمال اللي كان مقضي أجازته في السباحة عشان هي هوايته المفضلة.

علي: يا جمال بيه ممكن أخد من وقتك دقيقتين، لو تقدر تخرج من حمام السباحة؟

فضل جمال جوه الميه ساكت لثواني وبعدها قال لعلي وهو متضايق: ده وقته مينفعش يعني وقت تاني!

رد عليه علي وهو زعلان: أخرج من المية وعبر أبوك هي مش هتطير أكيد.

هز راسه وبعدين بدأ يعوم لبره وهو متضايق لحد ما خرج لباباه ونشف نفسه بالفوطة.

قعد قدام باباه اللي ولع سيجارة من السجاير الفاخرة وبعدين بصله كده من فوق لتحت وقاله: أنا شايف إن عضلاتك بتزيد برافو إنك مهتم بلعب الرياضة والجيم بتاعك.

جمال: الحمد لله أنا بقيت منتظم في الرياضة.

هز علي راسه وهو بيقول: طبعًا ما إنت دايمًا يا إما في الشغل يا إما في الجيم بتلعب رياضة فطبيعي دي تكون النتيجة.

سأله جمال وهو مضيق عينيه: قصدك إي يا بابا!

خد علي تنهيده وقرب من راسه وقاله: إنت فاهم كويس أنا أقصد إيه خليك دغري.

بعد جمال وشه عن باباه وفهم هو عايز يكلمه في إيه…

كمل باباه الكلام وقال: بتبعد ليه وشك عني! هو إنت شايفني واحد غريب عنك! إحكيلي في إيه بينك وبين مريم!

رجع جمال وشه ورفع حواجبه وقاله: بتسألني على أساس إنك مش عارف في إيه!

رد عليه علي وهو متضايق: لا طبعًا أنا عارف إنك اتجوزتها عشان مامتك ترضى عنك وأنا كمان ويشاركني باباها بنفوذه عشان نكبر مجموعتنا، بس إحنا مكناش نعرف إنكوا مش هتتفاهموا للدرجة دي، أنا عارف إنك شفت قبلها بنات كتير، عشان كده قلت إن الجوازة دي هتعقلك وتهديك.

جمال وهو بيجز على أسنانه سأل أبوه: هي إيه!

علي: هي بنت جميله رغم إنها متحررة في اللبس والطريقة، بس ده بتعملوا ستات كتيرة من الطبقة بتاعتها وفي ناس كتير كده، تحب أقولك اسماء ناس في عائلات إحنا عارفينهم؟

رد جمال على أبوه بصوت عالي: لا شكرًا، أنا مش عايز أعرفها، ومش طايق أشوفها، دي دايمًا بتتجاهل كلامي، وبتعمل اللي هي عايزاه وأنا مش هعبرها تاني خليها تتفلق.

رجع علي بضهره للكرسي اللي كان قاعد عليه ورفع حواجبه عشان يستوعب قد إيه ابنه بيتكلم ببساطة على الجواز وقاله: طريقة كلامك دي بتبين إنك بتتكلم عن واحدة غريبة! دي مراتك يا ابني ولازم تتفاهموا كويس، أمال لو خلفتوا عيالكوا هتعيش إزاي بينكوا!

جمال وهي بيتريق: تفتكر أنا ممكن أخلف من مريم! 

علي اتعصب وقاله: متضحكش وتستفزني، هو إيه اللي بيحصل لكل ده!

جمال بصوت عالي: أنا ومريم مش متجوزين زي الناس الطبيعية، أنا مش فاكر إني قربت منها، فإزاي هخلف منها!

علي حس بالصدمة من كلام ابنه ومقدرش يرد عليه.

كمل جمال كلامه وقال: أنا آسف يا باشا لو كلامي صدمك، بس أنا كنت مفكرك فاهم الحقيقة من غير ما احكيلك.

علي: افهم إيه يا ابني، محدش ممكن يعرف إيه اللي بين الراجل ومراته، يا ترى هي إزاي بتسكت عن الحاجات دي! وإزاي إنت قاعد كده من غير ست، هو إنت في حد في حياتك؟

هجاوبك على كل سؤال لوحده: أول سؤال هي ساكته إزاي، فأنا معرفش هي ساكته ليه عشان أنا عرضت عليها الطلاق كتير وهي لازقة فيا.

تاني سؤال أنا قاعد من غير ست إزاي، فأحب أقولك إني كنت الأول بعمل كده مع أي واحدة بتعجبني لحد ما قفلت من الصنف كله وبقيت مش فاضي غير لشغلي، أما بقى لو في ست في حياتي فالحمد لله إنك فهمت لوحدك.

خلص كلامه وعلي بصله باستغراب وزي اللي جاله شلل مؤقت من منظر جمال اللي أول ما جاب سيرة الست اللي في حياته عينيه لمعت وبقى زي الطفل الصغير اللي فرحان بلعبته الجديدة.

admin
admin