
في مكان تاني تحت اللوحة اللي مكتوب عليها المعلم محمود الشرباتلي كان في محل، ومحمود قاعد على كرسي جواه وماسك كوباية شاي في إيده والسيجارة في بقه.
وحواليه كياس المخدات، وتحت رجله العدة اللي بيشتغل بيها مرمية على الأرض.

عازف بنيران قلبي (الجزء الأول)

راكض المتاهة (الجزء الثاني)

مي الجزء الثالث والاخير
فجأة لفت انتباهه صوت الولد اللي بيشتغل معاه وهو بيقول: أنا خلصت المخدة اللي معايا تعالى شوفها وقولي رأيك.
محمود: اقعد مكانك يا ابني ودور على حاجة تانية اعملها لحد ما أجي اشوفك.
الولد: القطن اللي موجود ميكفيش يعمل حتى مخدة تانية.
محمود: نجد أي حته قديمة ومتكلمش معايا تاني.
الولد قال في سره: قد إيه المعلم بتاعي ده مهمل ومش مهتم بشغله وهو يقدر يكسب منه فلوس كتير لو عمل كل الشغل اللي متكوم عليه.
بس هو مضيع كل فلوسه في الشرب اللي خرب عليه حياته وخلاه مشغول عن شغلته وعن كل الناس.
وفجأة سمع صوت وحش جاي من بره وبيقول: إيه يا محمود باشا إنت قاعد هنا، مش تناديلي عشان اصطبح معاك!
الولد: وأهو جاله صاحبه اللي بيجره للقرف ده، اليوم كمل النهاردة.
محمود رد وهو متأفف وقال: عايز إيه يا فهيم إنت مالك اصطبح ولا لا، مش إحنا خلاص مبقناش صحاب.
قرب فهيم منه وقعد جنبه على الكرسي وقاله: مين بس اللي قال إن إحنا مبقناش صحاب، ده أنا مليش غيرك.
محمود زق إيده اللي حطها على ركبته وبعدها قاله: إنت اللي قلت يا فهيم، ومردتش تديني امبارح أي حتة صغيرة، ومشيتني من غير ما أخد أي حتة، معقول نسيت اللي حصل!
فهيم ضحكله وخرج حتة ملفوفة وحطها جوه إيد محمود وقاله: إيه كده بقينا صحاب!
قفل محمود على الحتة اللي جوه إيده وهو مش مصدق نفسه وقاله: بس إنت مدتنيش امبارح عشان مكانش معايا فلوس، وخليتني اقعد أخبط في نفسي من الألم اللي حسيت بيه في راسي يا فهيم، إزاي أهون عليك! أنا مش بطلب منك أبدًا من غير فلوس غير وأنا مزنوق أوي.
فهيم حط رجل على رجل وهو بيقول: أنا عارف يا محمود، أنا عايزك تنسى اللي حصل وأنا هخليك تاخد كل اللي إنت عايزه من غير ما تتعب، وكل حاجة من الصنف هديهالك قبل حتى ما تشاور عليها.
محمود: بتتكلم جد يا فهيم! معقولة الكلام ده ولا إنت بتثبتني!
فهيم خرج علبة السجاير والولاعة من جيبه وقاله: لا أنا بتكلم جد مش بثبتك، بس في حاجة صغيرة أنا هطلبها منك في المقابل.
محمود سأله وهو بيحرك راسه: إيه الحاجة دي!
حط فهيم السيجارة في بقه، بس وقعت منه أول ما شافها وهي معدية في الشارع من قدامهم ومن غير ما تبص عليه أو تسلم على باباها.
فيهم بعد مأخد نفس عميق: أنا هاقولك طلبي وإياك متنفذوش.
في الناحية التانية…
نسمة فتحت باب الشقة ودخلت وهي فرحانة، وقالت لجدتها اللي كانت قاعدة في البلكونة من وقت ما نسمة مشيت: استني يا تيتا وشوفي أنا جبتلك إيه!
فرحت جدتها وقالت بحماس ولهفة: جبتيلي إيه يا نور عيوني!
قعدت نسمة جنبها على الأرض وخرجت من شنطتها حلويات شرقية وغربية وقطعت حته وحطتها في بقها وقالتلها: دوقي الحاجات الجميلة دي وقوليلي رأيك يا تيتا.
كلت رقية الحلويات وقعدت تستطعمها وقالت: جميلة جدًا إيه الحلاوة دي جبتيها بكام ومنين!
نسمة ضحكت واديتها حتة كمان وقالت: لا متقلقيش أنا شايلة حق العلاج على جنب، دول أنا ماشتريتهمش أصلًا.
كلت رقية الحتة التانية وهي بتقول: أمال جم منين دول اعترفي بسرعة لحسن اجيبك من شعرك!
نسمة ضحكت وهي بتشيل إيد جدتها اللي حاطتها على راسها عشان تمسكها وقالت: خلاص يا تيتا هعترف خلاص.
رقية: طب يلا قولي بسرعة واعترفي.
نسمة: النهاردة يا تيتا كانوا عاملين احتفال في الشركة عشان جمال بيه هيبقى المدير وادونا أجازة نص يوم، وادونا كمان الحلويات دي، وكمان نزلوا لينا مكافآت.
هزت رقية راسها وفضلت تسمع نسمة اللي قالت: عارفة يا تيتا إن اللي مسك الشركة هو الراجل العصبي اللي خلاني كنت خايفة امبارح وأنا في مكتب كريمة.
رقية: هو وحش قوي للدرجة دي يا نسمة!
نسمة ردت عليها وهي بتضحك: مش الشكل يا تيتا أنا بتكلم على حاجة تانية، الناس اللي من الطبقة دي مفهمش حد وحش، لما تشوفي جمال ده من بعيد هتفتكريه من أبطال السينما، بس هو من قريب يخوف.
رقية: طب ما يخوف! إحنا إيه علاقتنا بيه، إنتي بتشتغلي في مكان وهو بيشتغل في مكان تاني!
رفعت نسمة حواجبها وقالت وهي مستغربة من كلام جدتها: صح يا تيتا عندك حق، هو أه هيبقى رئيس الشركة بس أنا شغالة بعيدة عنه.