نعيمي وجحيمها (الجزء العاشر) للكاتبة أمل نصر

نعيمي وجحيمها (الجزء العاشر) للكاتبة أمل نصر

في مكان تاني…

خبط خبطة رقيقة على باب أوضتها ولما مردتش دخل لجوه وفضل يتفرج على المكان وهي مش موجودة فيه.

قد يعجبك ايضا

ابتسم من جواه لما شاف الديكورات كلها معمولة بشكل جميل ورقيق، والكراسي موردن، وزينت المكان بشوية تفاصيل صغيرة.

أعجب بذوقها وباختياراتها.

مكتبها الجديد اللي كان عليه صور وأقلام ملونة، وكان مرتب بشكل تحفة.

قرب للمكتب وهو حاسس بالفضول وقعد قدامه وخد الصور وفضل يتأمل فيها.

أول صورة كانت بلبس التخرج بتاعها وشكلها كانت متفوقة دايمًا، وتاني صورة لراجل عجوز ومن شكله باين إنه باباها، والصورة التالته لشاب قمور بيحضنها ومعاهم بنت أصغر منهم.

فجأة انتبه على صوت الباب، ودخلت الأوضة وهي ضمة حواجبها ومستغربة.

سألها بكل برود وقال: الصورة دي جميلة أوي ده خطيبك؟

فتحت بقها وهي بتسأله من غير ما تستوعب: هو حضرتك يا أستاذ طه إزاي تدخل أوضة مكتبي وأنا مش موجودة.

طه: معلش سامحيني.

قال الكلام ده بكل برود وهو بيقوم من قدامها ويسيب المكتب لحد ما وقف قدامها وقال: أنا كنت جاي اشوفك عايزة حاجة أو ناقصك حاجة، بس شدني الديكور بتاعك ومحسيتش بنفسي غير وأنا ببص على الصور.

هزت راسها وبينت إنها متفهمة الموضوع عشان تخلص من الجدال معاه وقالت: شكرًا لحضرتك إنك جيت تسأل عليا من غير ما اطلب ده.

طه: ما تشكرنيش يا كريمة إحنا زمايل هنا، وصح إنتي رحتي فين؟

اتفاجئت من فضوله ومسكت نفسها وقالت: أنا كنت بتمشى في المكان عشان اشوف حركة العمال وشغلهم.

قال وهو معجب بيها: ما شاء الله إنتي بتستغلي كل الوقت وأنا بحب الناس الحماسية دي، ولو عاوزة تسأليني أي سؤال أنا تحت أمرك.

وافقت بهزة راس ومعزمتش عليه ولا جاملته حتى وقالتله يقعد معاها.

استأذنها طه وفجأة وقف وقال: هو إنتي ليه مردتيش على سؤالي؟

هزت دماغها وسألته: أنهي سؤال ده حضرتك؟

طه: مين الشاب اللي كان متصور معاكي ده!

قالت بابتسامة غريبة: حضرتك ده أخويا والبنت دي أختي.

طه: ما شاء الله ربنا يحميهم هما حلوين وإنتي أحلى، وغمزلها زي المرة اللي فاتت وبعدين خرج من قدامها، وده خلاها تبص في مكانه وهي مستغربة من حركته.

عند نسمة في الشركة….

نسمة كانت بتحاول تترجى ستها في التليفون اللي كانت عمالة تشتمها.

رقية: هو إيه الشغل اللي بيقعد بقى بعد الساعة 9:00 ده ما تباتي هناك أفضل.

نسمة: افهمي يا تيته أنا مش قاعدة بمزاجي أرجوكي افهمي الموضوع كويس.

رقية: أمال قاعدة بمزاج مين يا روحي.

نسمة: صاحب الشغل المفتري عامل اجتماع وحاولت استأذنه وقولتله إن تيته هتزعقلي بس مارضيش يمشيني.

رقية: وإيه الوقت اللي هترجعي فيه وإزاي هتعدي على الرجالة اللي هيبقوا شاربين في الشارع في الفرح.

نسمة: أنا قلتله على الرجالة دول وإني مش هعرف ارجع في الوقت المتأخر ده عشانهم وهو قالي إنه هيخلي الحارس والسواق يوصلوني.

سكتت رقية شوية وبعدين قالت: ماشي يا نسمة أما نشوف أخرة الشغل المهبب ده إيه.

قبل ما ترجع لشغلها لقت عامل البوفيه داخل عليها ويحييها وحاط قدامها على المكتب عصير وسندوتشات ولحمة.

سألته: هو إنت جايبلي سندوتشات؟

بلال: أيوه جمال بيه أمرني بكده.

بصت كويس على باب أوضته ورجعت لبلال وقالتله: خدهم عشان ما يترموش زي بتوع امبارح.

ابتسم بلال وقال: أنا متكلف إني اجيبهم يا أستاذة نسمة وإنتي بقى ترميهم أو تاكليهم ده يرجعلك.

نسمة اتضايقت جدًا ورجعت لشغلها وهي بتقول في نفسها: هو جايبلي سندوتشات لحمة وفاكر إن أنا مش شبعانة وهاكلهم علطول، أنا مش هاكلهم حتى لو مت من الجوع.

غالية: نسمة يا روحي.

اتقفلت نسمة ورفعت راسها لغالية وقالت: عايزة إيه مش إنت خفيتي وجريتي بسرعة أول ما جمال بيه زعقلي، علفكرة إنتي مكنتيش تعبانة أصلًا.

غالية: والله أنا كنت تعبانة فعلًا بس لما جمال بيه زعق فيا حسيت إن في وحش هياكلني، صوته خلاني اجري هربانة لحد ما وصلت المكتب وقعدت عليه أكني ميته، لولا إن صاحبتي اشتغلت بدالي وادتني برشام للضغط مكنتش هقدر اتحرك واجيلك هنا.

سمعتها نسمة وبعد كده اتجاهلتها ورجعت لشغلها.

غالية: متزعليش مني يا نسمة عشان أنا السبب في تأخيرك بس والله أنا مكنتش عارفة إن كل ده هيحصل ويطلع جمال عصبي أوي كده.

نسمة: اديكي عرفتي يا اختي.

غالية: هو إيه اللي حصلك النهاردة، إداكي خصم ولا كتبلك على غياب اليوم كله؟

ردت نسمة بعصبية: اللي يعمله يا أستاذة المهم إني أخدت التهزيق وخلاص، عايزة مني إيه تاني.

اتغاظت غالية وقامت من مكانها لما قالتلها نسمة الكلام ده عشان كان نفسها تعرف هي أخدت عقاب إيه.

غالية: ماشي يا نسمة زي ما تحبي، مين اللي جاب السندوتشات دي هي بتاعتك؟

نسمة: بتوع أي حد، خديهم إنتي وكليهم وأنا المسؤولة.

غالية: فعلًا! أنا جعانة أوي، وقربت عليهم وأكلتهم.

بصتلها نسمة وهي مش مهتمة وبعدين رجعت لشغلها وفجأة اتصل بيها وقالها هو إنتي ليه ما أكلتيش.

نسمة انتبهت من كلامه على الكاميرا اللي موجودة في الحيطة قدامها وقالت: مفيش مشكلة يا فندم.

جمال: إزاي مفيش مشكلة وإنتي هتقضي يومك كله في الشغل وأنا مش هديكي بريك النهاردة يا نسمة عشان عندك شغل كتير.

قال الكلام ده وهو متعصب، وهي بصت للكاميرا وردت بهدوء عكس اللي جواها: ماشي يا فندم مش مشكلة بردوا.

رد عليها وهو بيدوس على شفايفه: ماشي يا نسمة براحتك.

admin
admin