
بينما كان يمشي في الطرقات المألوفة، قابل رجلًا مسنًا يُدعى “عم عثمان”، كان يجلس تحت شجرة كبيرة قرب بئر قديم. “صباح الخير، حسان. كيف حالك اليوم؟” قال عم عثمان بابتسامة ودية.

حق رحيم (الجزء الأول) للكاتب عمار عبد البديع

رواية لأنني عرجاء

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء الرابع والعشرون) للكاتبة عليا حمدي
“صباح الخير، عم عثمان. أنا ولله الحمد ،والمنة بخير، كيف
“حالكم أنتم؟”
“نحن بخير، الحمد لله. لكنني سمعت عن ما حدث في المسجد القديم. الناس هنا يتحدثون عنك وعن قدراتك.” قال عم عثمان وهو يلمح بنظرة حكيمة.
جلس حسان بجانب عم عثمان تحت الشجرة، وشعر بالراحة في الحديث معه. “نعم، كان هناك بعض الأمور الغريبة، لكن الحمد لله تمكنت من حلها. كيف أستطيع مساعدتك اليوم، عم عثمان؟”
“في الحقيقة، يا بني، كنت أفكر في أمر قديم. هناك سر دفين يتعلق ببئر قديم هنا في القرية. لقد سمعت من جدي أن هناك شيئاً مخفياً فيه، لكن لم يجرؤ أحد على البحث عنه.” قال عم عثمان بتفكير عميق.
شعر حسان بفضول كبير، “بئر قديم؟ ماذا تعرف عنه؟”
“البئر موجود منذ زمن بعيد، وبعض الناس يعتقدون أنه مسكون. لكن جدي كان يقول إنه يحتوي على كنز كبير أو ربما شيء ذو قيمة روحية. لا أحد يعرف الحقيقة، ولكن بما أنك تمتلك هذه القدرات، ربما تستطيع أن تكتشف الحقيقة.” أجاب عم عثمان.
شعر حسان بأن هذا الأمر يستحق التحقيق. “شكراً لك، عم عثمان. سأذهب لألقي نظرة وأرى ما يمكنني اكتشافه.”
توجه حسان إلى البئر القديم، الذي كان يقع في طرف القرية، محاطاً بالأشجار والنباتات البرية. عندما وصل، شعر بأن هناك شيئًا غير عادي يحيط بالمكان. وقف بجانب البئر وأغمض عينيه، محاولاً الشعور بأي طاقة روحية.
بينما كان يتأمل، بدأت صور غامضة تظهر في عقله. رأى مشاهد قديمة لرجال يخفون شيئًا في البئر، وتذكر كلمات عم عثمان عن الكنز أو القيمة الروحية. شعر بأن هناك شيئًا أكبر مخفيًا هنا.
بدأ حسان في تلاوة الأدعية وبعض قصار الصور، محاولاً التواصل مع الأرواح التي قد تكون مرتبطة بهذا المكان. شعر بوجود طاقة قوية، وكأن هناك روحًا تحاول الاتصال به.
“ماذا تريدين؟ لماذا تحمين هذا المكان؟” سأل حسان بهدوء.
كانت الإجابة تأتيه كهمسات خافتة، “نحن نحمي سرًا قديمًا. لا يجب أن يكتشفه أحد.”
شعر حسان بأن الأمر يستحق المزيد من البحث، لكنه لم يرغب في إثارة أي اضطراب. قرر العودة إلى القرية والتحدث مع حسن وليلى عن ما اكتشفه.
عندما عاد إلى المنزل، وجد حسن وليلى ينتظرانه بقلق. “ماذا وجدت، حسان؟” سأل حسن بفضول.
“هناك شيء غريب حول البئر القديم. شعرت بوجود روح تحمي سرًا قديمًا. لا أعرف ما هو بالضبط، لكنني أشعر بأنه أمر مهم.” أجاب حسان.
“ربما يجب علينا أن نبحث أكثر في هذا الأمر. قد نكتشف شيئًا يساعد أهل القرية.” قالت ليلى بحماس.
قرر الثلاثة أن يخططوا لرحلة استكشافية إلى البئر في اليوم التالي، مع تجهيز المعدات اللازمة والتحضير الجيد. شعر حسان بأن هناك شيئًا كبيرًا ينتظرهم، وأن هذا الاكتشاف قد يكون له تأثير كبير على حياتهم وحياة أهل القرية.
في صباح اليوم التالي، انطلق حسان وحسن وليلى نحو البئر القديم. كانت الشمس تشرق ببطء، والأجواء مفعمة بالتوتر والترقب. عندما وصلوا، بدأوا في التفتيش حول البئر، محاولين العثور على أي أدلة قديمة أو إشارات تساعدهم في كشف السر.
بينما كانوا يعملون، لاحظوا نقشًا قديمًا على جانب البئر. كان النقش يحتوي على رموز غريبة لم يفهموها في البداية. “ما هذا؟ هل تستطيع فهمه، حسان؟” سأل حسن.
“يبدو كأنه نوع من الكتابات القديمة. دعني أرى.” قال حسان بينما كان يفحص النقش بتمعن.
بعد قليل، بدأ حسان يشعر بأن الرموز تحاول إيصال رسالة معينة. “يبدو أن هذه الرموز تشير إلى موقع شيء مخفي داخل البئر. ربما يكون الكنز أو شيء ذو قيمة روحية.”
بدأ الثلاثة في البحث داخل البئر، مستعينين بالأدوات التي جلبوها معهم. بعد وقت قصير، اكتشفوا صندوقًا قديمًا مغطى بالتراب والطين. كان الصندوق يبدو وكأنه لم يُفتح منذ قرون.
فتح حسان الصندوق بحذر، وكانت المفاجأة تنتظرهم. داخل الصندوق، وجدوا مجموعة من المخطوطات القديمة والأشياء الثمينة. كانت المخطوطات تحتوي على تعاليم روحية قديمة وقصص عن تاريخ القرية.
“هذا مذهل! هذه المخطوطات يمكن أن تكون مفتاحاً لفهم الكثير من الأمور التي نجهلها.” قال حسن بحماس.
“نعم، إنها تحتوي على معرفة قديمة يمكن أن تساعدنا في مواجهة التحديات الروحية التي قد نواجهها في المستقبل.” أضافت ليلى.
قرر الثلاثة أن يحتفظوا بالمخطوطات ويقوموا بدراستها بعمق. كانوا يعلمون أن هذه المعرفة ستكون لها قيمة كبيرة في حياتهم وفي حياة أهل القرية.
عادوا إلى المنزل وهم يشعرون بالإنجاز والفخر. كان حسان يعرف أن هذا الاكتشاف لم يكن إلا بداية لرحلة جديدة مليئة بالتحديات والاكتشافات. كان يعلم أن الطريق أمامه طويل، لكن إيمانه بالله وصبره سيكونان دائماً الحافز الذي يدفعه إلى الأمام.
إلى اللقاء في الجزء الثاني من الرواية