حكايات من القرية القديمة

حكايات من القرية القديمة

 

 

قد يعجبك ايضا

نظر إليها حسان وابتسم، “أنا بخير، ليلى. كل شيء سيكون على ما يرام. نحن بحاجة إلى الإيمان والصبر.”

في تلك اللحظة، جاء حسن مرة أخرى إلى المنزل. “صباح الخير، حسان. صباح الخير، ليلى. هل سمعتما الأخبار؟” سأل بلهفة.

نظر حسان إليه بتساؤل، “أخبار ماذا؟”

“هناك أمر غريب يحدث في المسجد القديم. الناس يقولون إنهم يرون أضواء غريبة ويسمعون أصواتاً غامضة في الليل. الشيخ طلب مساعدتك.” أجاب حسن.

شعر حسان بشيء من التوتر. المسجد القديم كان مكاناً مقدساً، وأي اضطراب هناك يمكن أن يكون خطيراً. “يجب أن نذهب فوراً. دعنا نرى ما يمكننا فعله.” قال حسان بحزم.

انطلقت المجموعة إلى المسجد القديم الذي كان يقع في طرف القرية. عندما وصلوا، وجدوا الشيخ وبعض القرويين في حالة من القلق. “شكراً لمجيئك، حسان. نحن بحاجة ماسة لمساعدتك. هناك شيء غير طبيعي يحدث هنا.” قال الشيخ بقلق.

دخل حسان وحسن إلى المسجد، وشعر حسان فوراً بطاقة غريبة تملأ المكان. “أين تحدث هذه الأمور بالضبط؟” سأل حسان.

أشار الشيخ إلى الجزء الخلفي من المسجد. “في الزاوية هناك. الناس يقولون إنهم يرون أضواء غريبة ويشعرون بوجود شيء غير مرئي.”

توجه حسان إلى الزاوية المذكورة، وبدأ في تلاوة الأدعية وآيات من الذكر الحكيم. شعر بشيء قوي يحاول الاتصال به. “ماذا تريدون؟” سأل بصوت هادئ لكنه مليء بالقوة.

كانت الإجابة تأتيه كهمسات مرة أخرى، “نحن هنا لحراسة هذا المكان. لا يجب أن يتدخل أحد.”

شعر حسان بأن هذه الأرواح ليست شريرة، ولكنها كانت تحاول حماية شيء ما. “ماذا تحرسون؟” سأل بفضول.

“هناك كنز قديم مدفون هنا. نحن نحرسه منذ قرون.” أجابت الأرواح.

تذكر حسان االقصص القديمة التي كانت تتحدث عن كنز مخفي في المسجد القديم. كان يعرف أن الناس لن يتركوا المكان إذا سمعوا بهذه القصة. “سأحترم مهمتكم. سأخبر الناس أن يتركوا المكان بسلام.” قال حسان.

خرج حسان من المسجد وأخبر الشيخ والقرويين بما اكتشفه. “الأرواح هنا ليست شريرة. إنها تحرس كنزاً قديماً. يجب علينا احترام وجودها وترك المكان بسلام.”

كان هذا كافياً لإقناع القرويين، وغادروا المسجد بهدوء. عاد حسان إلى منزله مع حسن، وشعر بالراحة لأنه تمكن من حل المشكلة بدون مواجهة كبيرة.

في نهاية اليوم، جلس حسان مرة أخرى في حديقته، يفكر في المستقبل. كان يعرف أن قدراته الروحية التي وهبها الله له ستكون دائماً موضع اختبار، لكنه كان مستعداً لمواجهة أي تحدي يأتي في طريقه.

كانت ليلى بجانبه، تراقب السماء معه. “ما زلت تقلقني، حسان. لا أريد أن تتعرض للخطر.” قالت بقلق.

ابتسم حسان واحتضن يدها برفق، “لا تقلقي، ليلى. سأكون دائماً هنا من أجلك ومن أجل أهل القرية. سنواجه كل شيء معاً بحول من الله وقوة منه.”

مع هذه الكلمات، شعر حسان بالسلام يملأ قلبه. كان يعرف أن الطريق أمامه مليء بالتحديات، لكنه كان مستعداً لمواجهتها بثقة وإيمان.

الفصل الثاني: الأسرار المدفونة

استيقظ حسان في صباح اليوم التالي على صوت الطيور المغردة وأشعة الشمس التي تتسلل من خلال نافذة غرفته. شعر بنشاط غريب رغم الأحداث المتعبة التي مر بها في اليوم السابق. بعد تناول الإفطار مع ليلى، قرر أن يأخذ جولة في القرية ليطمئن على الناس ويتأكد أن كل شيء على ما يرام.

admin
admin