
على الناحية التانية.
المجهول: القطر رقم 3 هيتحرك.

أحببتها أثناء انتقامي (الجزء العشرون) للكاتبة عليا حمدي

وحيده بلا مأوى

قسوة الاب
قومت وركبت القطر وأنا ببص على المحطة وبودع إسكندرية.
وركبت مكاني في القطر وكان فيه جنبي بنوته صغيرة ومامتها بيلعبوا مع بعضـ اتبسطت لما شفتهم وابتسمت.
الست: اسمك أي؟
مريم: مريم.
الست: اسمك جميل.
مريم: شكرًا، بنوتك زي العسل ربنا يباركلك فيها.
الست: يارب، أنتِ بقى مخلفة؟
مريم: لا للأسف ربنا لسه مبعتش.
الست: ربنا يرزقك الذرية الصالحة يا رب.
الست بعد ما شافت الدبلة في أيدي سألتني: أنتِ أكيد متجوزة.
مريم: أه متجوزة.
الست: أمال جوزك فين؟
مريم: مسافر.
الست: ربنا معاه.
وسكتنا على كده وهي كملت لعب مع بنتها وكان شكلهم يشرح القلب.
وأنا اخدت بالي أني لابسه الدبلة، وقولت لنفسي أنا ليه لسه لابساها أنا يعتبر مطلقة، قلعتها وحدفتها من القطر، واعتبرت نفسي من النهاردة خلاص بدأت حياة جديدة ورميت حياتي القديمة بذكرياتها الوحشة مع خالد.
خالد فضل يتنقل من بيت لبيت وهو بيدور على مريم عند كل قرايبها وأصحابها ومعارفها، وعقله كان هيطير من كتر التفكير، يا ترى هي فين يا ترى راحت فين؟
وراح عند أبوه وقاله: متعرفش فين مريم يا بابا، هي أكيد قالتلك على مكانها؟
أبو خالد: مريم! وأنت متعرفش مريم فين؟
خالد: مريم سابتني وسابت البيت ودورت عليها في كل حته وفي كل مكان ممكن تكون فيه ومالقيتهاش خالص.
أبو خالد: عملت كده ليه أيه السبب؟
خالد: أنا هقولك القصة من أولها.
بعد ما خالد قال لأبوه القصة من البداية، أبوه ضربه بالبوكس في وشه.
أبو خالد: أيه اللي هببته ده في حد عاقل يعمل كده في مراته؟ متكنتش أتصور أنك بالغباء ده.
خالد: يا بابا ما أنا فهمتك إنها خطة اتعملت عليا أنا ومريم، بس أنت معاك حق أنا غبي فعلًا، بس بالله عليك فكر معايا أنا عايز مريم ترجعلي.
أبو خالد: عاوز ترجعها ليه؟
خالد: يعني أي ليه دي مراتي ولازم أرجعها واحتمال تكون وقعت في مشكله وهي لوحدها.
أبو خالد: دلوقتي عرفت إنها مراتك؟ لا وكمان قلقان ليكون حصلها مشكلة، ده أنت كنت بتعاملها أسوأ معاملة وبتقول مش عاوزها واتغصبت عليها، وكنت بتسمعها كلام ملوش لازمة، يبقى تستاهل وأحسن والله إنها سابتك ومشيت عشان تعرف قيمة الحاجة اللي في أيدك، يلا روح أتجوز حبيبة القلب بتاعتك ومحدش هيتكلم معاك، مش أنت كنت بتتمنى مريم تمشي هي بقي حققتلك أمنيتك.
خالد: يعني مش هتفكر معايا ألاقيها إزاي؟
أبو خالد: لا مش هفكر معاك دي مشكلتك وأنت حلها مع نفسك وده أحلى عقاب ليك عشان بعد كده تحافظ على النعمة اللي في أيدك، أنا مش هتدخلك تاني في أي حاجة، وياريت تطلقها وتبعد عنها عشان أنت متستاهلهاش، وبعدين يا سيدي خليني وراك للأخر وأعتبر نفسك لقيت مريم أنت بقى فاكر إنها هتسامحك وتوافق تكمل معاك بعد كل الغلط اللي غلطته في حقها؟ يا بني مش ممكن طبعًا، أنا السبب أصلًا مكانش المفروض أجوزهالك، افتكرتك بني آدم واختارتلك واحدة تربيتها وأدبها مش هيتكرروا تاني على مر الزمن وأنت تغلط فيها وفي شرفها؟ أنا مش طايق أشوف وشك أمشي من قدامي.
خالد: حاضر أنا همشي بس مش هيأس وهرجعها لوحدي.
على الناحية التانية…
القطر كان وصل للقاهرة.
مريم: القاهرة تحفة ما شاء الله.
روحت لسمسار وقولتله على مواصفات الشقة اللي عاوزاها، وفعلًا جابلي واحدة مناسبة.
صاحب البيت: أيه رأيك في الشقة يا أستاذة؟
مريم: جميلة اللهم بارك إيجارها كام؟
صاحب البيت: 1000 في الشهر.
مريم: مفيش تخفيض؟
صاحب البيت: عشان خاطرك ب 900.
مريم: اتفقنا وأدي أول شهرين مقدم الشقة.
صاحب البيت: تمام يا آنسة، لو قابلك أي حاجة مش عجباكي في الشقة كلميني.
مريم: اتفقنا.
خدت منه المفتاح ونزلت جبت طلبات ليا وطلعت تاني واخترت أوضة من الأوض تكون أوضتي ونظمت الهدوم في الدولاب، وطبعًا قفلت الباب على نفسي كويس عشان عايشة لوحدي.