ليلة العمر الذهبية ( الجزء 6)

ليلة العمر الذهبية ( الجزء 6)

قولتله وأنا بمشي: معلش أصل نسيت أن الفلوس اللي معايا خلصت ومش هقدر أحاسبك، وبسرعة من غير ما أبص ورايا خرجت من البيت وكأني خرجت من السجن وكنت فرحانة جدًا بس في نفس الوقت مرعوبة.

لما خرجت سمعت شيخ عمال ينصح الناس ويحذرهم من وقوفهم قدام بيت الساحر وبيقولهم أن كده حرام واللي بيروح للسحرة كافر.

قد يعجبك ايضا

اتعجبت من كلامه ووقفت الشيخ وسألته: هو الكلام ده حقيقي يا شيخ؟

الشيخ: أيوه يا بنتي ده كلام النبي صلى الله عليه وسلم لما قال “من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد”.

سبت الشيخ وروحت وأنا مصدومة ومش مصدقه أني ارتكبت معصية كبيرة زي دي وفي الأخر ماستفدتش بأي حاجة، لا مني حليت مشكلة المدة بتاعت الوسيط ولا مني  أنقذت أختي وصاحبتي.

بس قلت الحمد لله أني لحقت نفسي وماخلتش الساحر ده يساعدني عشان الدنيا كانت هتبوظ أكتر، وقلت أكيد ما فيش حاجة تانية هتحصلي الفترة دي.

لكن سبحان الله القدر بيفاجئني وبتحصل مصيبة تانية بتبوظ الدنيا أكتر في نفس اللحظة.

وأنا ماشية بتفاجيء بعربية خبطتني وطيرتني مسافة 5 متر.

وقعت على الأرض وماحسيتش بنفسي غير واتنين شباب واقفين وعماليين يفوقوني وأنا مسحولة على الأرض.

فتحت عيني على صوت واحد فيهم بيسألني: أنتي كويسة؟

جاوبته وأنا مش قادرة اتكلم ودايخة: أنا فين؟ وأيه اللي حصل؟

واحد من الشباب بدأ يعتذرلي ويتأسفلي وقالي أنهم خبطوني بالغلط.

وأصر أنه يوصلني البيت.

طبعًا ماكانش ينفع أرفض لأني ماكنتش قادرة أدوس على رجلي وماكنتش حاسة بجسمي، وافقت يوصلوني البيت.

فعلًا وصلوني ونزلت قدام البيت لكن الجيران كلهم كانوا واقفين متابعين الموقف لأنهم شايفين عربية فخمة داخلة الشارع فالكل ركز معاها.

الحارة كلها شافتني وأنا بنزل من العربية وفضلوا يتهامسوا مع بعض، وللأسف كانوا فاهمين الموضوع غلط تمامًا.

ماهتمتش ودخلت البيت وأول مادخلت لقيت أمي وأبويا وأخواتي قاعدين وكانوا مستنيني.

بدأوا يعاتبوني ويسألوني أنا رحت فين في الوقت ده وإزاي ما قولتلهمش أني همشي وكانوا شايفين شعري أنه مش متغطي وقولتلهم أني عملت حادثة.

بس طبعًا فضلوا يلوموني ويعاتبوني وأنا كنت تعبانة جدًا ومهتمتش ودخلت الأوضة عشان أنام، وحمدت ربنا أنهم ما شافونيش وأنا بنزل من العربية عشان ما يفهمونيش غلط هما كمان.

دخلت أنام وأنا جسمي متكسر وماكملتش فترة طويلة واتفاجئت بحد جنبي، فقمت وأنا مخضوده.

قمت فتحت نور الأوضة وبصيت مالقيتش حد فقولت أن ممكن أكون بتوهم لأني حسيت بحاجات مش مظبوطة، بس قولت أكيد دي أوهام وكوابيس.

طفيت نور الأوضة وكملت نوم، لكن صحيت مرة كمان على صوت أنفاس سخنة جنبي.

قمت بسرعة، وبصيت لقيت حد جنبي على السرير بس كان متغطي بالكوفرته وكمان كان مغطي وشه.

قولت ممكن تكون أختي شيماء جت نامت جنبي وشلت الكوفرته من على وشها عشان أبوسها.

لكن أول ما شلت الكوفرته ومالقيتش حد تحتها اتفزعت واتخضيت وحسيت بشعور محسيتش زيه قبل كده.

خرجت من الأوضة بسرعة.

أول ما خرجت لقيت أختي شيماء نايمة على الكنبة والتلفزيون كان مفتوح وبصيت في الأوضة التانيه لقيت أختي دعاء وأمي وأبويا نايمين عشان أبويا كان مسافر تاني يوم  الصبح بدري.

طفيت التلفزيون ورحت قعدت على الكنبة جنب شيماء أختي لأنى طبعًا مرعوبة أخش الأوضة، وفضلت طول الليل مش عارفة أنام وقلقانة بس فضلت اقرأ قرآن لحد ما نمت.

صحيت الصبح على صوت زعيق أمي مع الجيران.

أمي: عيب اللي بتقولوا ده يا جماعة أنتم كده بتتكلموا في أعراض ناس.

جارتنا أم هند: أنتي اللي بناتك مش محترمين وخدوا بنتي وخلوها تهرب معاهم وعملوا عمايل سودة.

أمي: أنا بناتي لا يمكن يعملوا كده أبدًا وأكيد عندهم أسبابهم وماينفعش تحكمي على حد بالطريقة دي.

واحده من الجيران: أنتي بتدافعي عنهم بس عشان هما بناتك لكن أنتي ماتعرفيش هما بيعملوا أيه عشان أنتي مغفلة.

بناتك يا حبيبتي اللي أنتي بتقولي عليهم محترمين وفرحانة بيهم قوي كده في واحدة منهم أمبارح واللي هي داليا كانت نازلة من عربية اتنين شباب الساعة 2:00 بالليل.

واحدة تانية من الجيران: أيوه يا حبيبتي مش ناقصة فقر وتنجيس للمنطقة.

أحنا عايزينكم تمشوا من المنطقة دلوقتي حالًا.

قمت من على السرير وأنا متعصبة جدًا وطالعة ناوية أني اضرب الست اللي كانت بتتهمني أنا وأختي في شرفنا.

طلعت ولاقيت الناس ملمومين حوالين أمي وبيضربوها، جريت ناحيتهم وعمالة اضرب في كل اللي يظهر قدامي وحاولت بالعافية اطلع أمي من وسطيهم أنا وشيماء.

سحبت أمي ناحيتي ولقيت الناس مابطلوش شتايم وماكتفوش بكده لا ده أنا لقيت حد حدف إزازة مولوتوف والجيران بدأوا يحدفوا عصيان خشب متولعة وبدأوا يولعوا في البيت.

لا وماكتفوش بكده كمان ده فضلوا يشتمونا ويهزقونا والستات اتلمت حوالينا وفضلت تضربنا.

والرجالة كانوا ماسكين شوم وعصيان.

قعدت أقاوم بالعافية وماكنتش مصدقة اللي بيحصل وإزاي الناس وصلوا للدرجة دي من الجحود وقسوة القلب.

رغم أننا مأذناش حد من الجيران قبل كده في حياتنا، بس الناس أذتنا بكل الطرق وماكناش عارفين نعمل معاهم أيه.

كنت في موقف صعب جدًا ومش عارفة أفكر أو أبدأ منين.

من الشقة اللي عمالة تولع ولا من أختي اللي كانت قاعدة جواها لأنها مريضة ومش قادرة تتحرك ومخنوقة من الدخان، ولا من الضرب اللي عمالة أخده أنا وأمي وأختي ومش عارفين نصده من كتر الناس اللي متكاترين علينا.

حاولت على قد ماقدر أخد أمي وأبعد عن الناس شوية، والدخان ملى المكان والناس بدأت تبعد عن البيت.

وفجأة سمعت صوت راجل جنبي بيقولي في ودني: أنا آسف أني اتأخرت أبعدي أنتي   وأنا هاخدلك حقك.

admin
admin