
في الناحية التانية جوه قصر كبير أوي….
يحيى: وبعدين بقى معاك يا نوح، البت كويسة وأنا أديت كلمتي لأبوها كل اللي بتعمله ده مفيش منه داعي.

عيناي لا ترى الضوء (الجزء الثالث عشر) للكاتبة هدير محمد

بالأخلاق الحميدة تكسب القلوب

بات ابي طلحة واسرته يشعرون بالجوع وبات الضيوف يشعرون بالشبع.. إكرام الضيف
نوح: يا بابا أنت لازم تفهم إن أنا مش بنت، مش ملزم اسمع وانفذ كل كلمة لحضرتك وبعدين هو أنت نسيت أني كبير كفاية عشان أعرف أخد قراراتي بنفسي.
يحيى: أنا مش باخد رأيك، ده قرار وهيتنفذ، معادنا الخميس الجاي هنقابل البنت وأهلها أنت فاهم.
نوح اتضايق وحاول يمسك نفسه، وبعدها طلع من الأوضة بسرعة وملامح وشه متغيرة تمامًا، واتخبط في طريقه ببنت عيونها خضرة، وأعجب بجمالها من أول نظرة وسرح في عينيها من شدة جمالهم.
نوح بكل هدوء: أنتي مين؟! وبتعملي أي هنا؟!
سما: أنا اسمي سما، بشتغل عند يحيى بيه في المزرعة، هو موجود؟!
نوح فضل واقف ونسي هو كان رايح فين، وقلبه كان بيدق بسرعة.
سما: صباح الخير يا دكتور يحيى.
يحيى: صباح النور، سبب حضورك هنا أي؟!
سما: اتفضل حضرتك دي مجموعة من السلالات النادرة للخيل أحنا ممكن نجيبها عندنا في المزرعة، ودي بذور كويسة جدًا بتكثف محاصيل الفاكهة وفي نفس الوقت بتخلي جودتها عالية.
يحيى: تمام سيبي كل المعلومات اللازمة للخيل هنا، والبذور سبيهم وهكلمك بعدين.
سما: تمام يا دكتور يحيى بعد إذن حضرتك.
يحيى: أنا هكلم المحاسب يصرفلك مكفأة عشان مجهودك ده.
سما: شكرًا لحضرتك.
في الناحية التانية…
جوه القصر الكبير…
الشغالة بتخبط على الباب.
يونس: قام بسرعة، في أيه؟! هو البني آدم ميعرفش ينام في البيت ده خالص.
الشغالة: أنا آسفة يا بيه بس حسن باشا أمر أنه أجمعكوا بسرعة على السفرة للفطار، ولأنه كمان عامل اجتماع.
يونس: اتفضلي أنتي دلوقتي وأنا هحصلك.
الشغالة مشيت…
يونس بيكلم نفسه وهو بيضرب كف على كف: مش ممكن كده، هو كل يوم اجتماع أيه القرف ده؟!
فجأة دخل أرداف أبن عم يونس على يونس الأوضة وهو مستعجل…
أرداف: متعرفش جدك مجمعنا ليه النهاردة، والاجتماع بخصوص أي.؟!
يونس: دلوقتي نعرف.
أرداف: طيب هو عمك ومراته دول هيحضروا الاجتماع؟!
يونس: بقولك أي يلا ننزل وهنعرف كل حاجة تحت أنا زي زيك بالظبط.
في أوضة أكرم…
أكرم كان بيتكلم في التلفون والشخص اللي بيكلمه بيقوله: أنت منزلتش لحد دلوقتي ليه قدامك عشر دقايق لو مكنتش قدامي كل فديوهاتك هفرجها للعيلة الكريمة.
أكرم بعد ما قفل المكالمة طلع من أوضة وراح للأوضة اللي فيها الاجتماع ودخل، وعلى غير عادته رمى عليهم السلام…
اللي كانوا موجودين في الأوضة هما الجد حسن وأبوه وأمه وسليم وسيلا، وكان عمه خالد وبناته التوأم نهى ورحاب ومراته، ويونس…
الجد: أنتو طبعًا متعرفوش أحنا متجمعين ليه النهاردة على غير العادة.
الكل انتبه للجد إلا أكرم كان باصص لتلفونه ومش مدي أي اهتمام بكلامه…
الجد اتعصب وبصله: هو أنا مش المفروض لمه اتكلم أنت تهتم للكلام، ولا أحلام ماكنتش فاضية تعلمك يا أبن أحلام.
أكرم: أولًا أحنا بنسمع بودنا مش لازم نبص بعنينا، ثانيًا وده الأهم أيه أبن أحلام دي أحلام دي أحسن واحدة في كل اللي قاعدين، وعرفت تربي ولادها أحسن تربية، أحنا حضرتك اللي رافعين اسم العيلة دي.
سليم بص بعينه لأكرم عشان يمسك نفسه.
أكرم: وحضرتك كل شوية اجتماع أحنا ورانا شغل مش فاضيين للكلام المفاضي ده.
الجد: بقى أنا كلامي فاضي.
أكرم: لو أنت فاكر أنك لمه تغلط في أمي انا هحترمك وأسكت يبقى أنت غلطان، أنا مستحيل أسكت على إهانة أمي، عن إذنكم عندي شغل.
أحلام: ماينفعش يا بني تسيب العيلة كلها متجمعة وتمشي، أنت الحفيد الكبير يا أكرم.
أكرم: أنا آسف يا ماما بس عندي محكمة كمان نص ساعة، ولو فضلت في طقوس العيلة دي اللي مش بتخلص هخسر شغلي.
محمد بعصبية: أكرم هو مافيش احترام لحد فينا أقعد.
أكرم: أنا هقعد بس عشان مكسرش كلامك أنت وماما، إنما أنا اسمي أكرم محمد مش أبن أحلام وأي غلط في أمي مش هسمح بيه.
الجد بتريقة: كويس إنك ماعندكيش بنات يا أحلام وإلا…..
أحلام قطعة كلامه وردت عليه: أكرم مايقصدش هو بس عصبي لأنه عنده مرافعة في قضية مهمة.
أكرم بص لأحلام وهو زعلان ومستغرب ضعف شخصيتها المتواصل قدام الجد.
الجد: أنا جمعتكم النهاردة عشان أخليكم متماسكين ومتكاتفين مع بعض وعايزكم دايمًا أيد واحدة.
محمد: مش فاهم يا بابا هو أحنا مش متماسكين؟!!
الجد: فيه تماسك أكتر من الشغل وأنكم عايشين في بيت واحد، النهاردة قررت أني هخليكم متماسكين للأبد، قررت أجوز الولاد بنات عمامهم.
أكرم تمالك أعصابه وحاول أنه يطلع عصبيته في الأكل اللي قدامه.
الجد بص لأكرم وهو متعصب وكان فرحان، وبعدها كمل كلامه وقال: المهم إن نهى هينكتب كتابها على يونس.
يونس بص لسيلا وهو مصدوم.
سيلا مش مهتمه بكل اللي بيحصل وبتلعب في طبق الأكل.
الجد: أكرم هيكتب كتابه على رحاب، وسليم هيكتب كتابه على أروى بنت عمته.
خالد: بس حضرتك نسيت أرداف وسيلا.
الجد: هنشوف حد من بره العيلة يكون مناسب لسيلا في السن، محدش من سنها.
أكرم بص لأمه وأخته وباين على وشه الزعل، وقال: أه يا ماما سيلا دي زي كده بالظبط، مفيش حد مناسب ليا هنا.
الجد: اللي قولته هو اللي هيمشي أنت فاهم.
أكرم سند على الكرسي وقال بكل هدوء: بس حضرتك نسيت أهم حاجة.
الجد بصله باستغراب وفي مليون علامة استفهام على ملامحه من رد فعل أكرم.
أكرم: حضرتك يا حسن باشا نسيت أحنا هنسمي ولادنا أي، بصراحة كده أنا نفسي في ولد، وهسمي حسن عشان حضرتك تعيش ذكرياتك وسطنا، ولا أي رأيك يا يونس، وبعدها بدأ يضحك.
أكرم رجع كمل كلامه بصوت عالي: بص حواليك يا حسن باشا وشوف قراراتك الغلط بتوصلنا دايمًا لأيه.
شوف كدا يونس شكله من أول ما نطقت بالقرار عامل إزاي؟!
ولا المهندس الكبير سليم من تحت قراراتك الغلط وصل لأيه، وكل قرار في حياته لازم جده يعرفه.
أكرم: ياااه ده أنا نسيت أقولك يا باشا أهم شخصية انفلاتية في العيلة، أستاذة رحاب.
وبعدها شاور بأيده لبرنسيسة العيلة نهى، معلش بقى أصلكم كتير مش كل شوية هشاورلكم على حد، وأكيد بقى عارفين الباقي سليم وأرداف ويونس وعدي…
بص لسيلا بحنان العالم، وكمل كلامه للجد.
أكرم: كان نفسي والله أحققلك كل أمنياتك بس اعذرني ماليش نفس عملتها مرة وسمعت كلامك وخلاص اتقفلت مش هجرب حظي تاني.
سليم: آسف أنا كمان مش هقدر، أروى أختي، وأنا مش هقدر أشوفها غير كده.
سيلا بدأت تعيط، وهي بتحاول تمسك نفسها عشان متنهرش.
ويونس مكانش بإيده أنه يوقف دموعها.
أرداف بكل هدوء مسك أيد سيلا وطلع بيها من الأوضة.
وفاء همست لأحلام: أبعدي البت دي عن أبني أحسنلك، أنتي عارفة هخرجك من هنا بفضيحة، وبصتلها بصة كلها شماته.
يونس نار الغيرة مسكت في قلبه، وكان بيحس روحه بتطلع كل ما أردوف يقرب من سيلا.