
“أنا اسمي عمرو. أنا صديق قديم لواحد من زبائنك هنا. سمعت إن في حاجة حصلت هنا الصبح”
قال عمرو وهو ينظر حول المقهى بحذر. وقبل أن يرد أحمد، تدخل الزبون المنتظم الذي كان يتحدث معه من قبل.

وردة ربيعية تفتح قلوبًا (2)

سيمفونية الظلام…وكيف يمكن لشخص واحد أن يُحدث فرقًا كبيرًا في العالم

قصة سارة: التغلب على التنمر
“إيه يا عمرو؟ إنت عايز تعرف إيه عن اللي حصل هنا؟”
سأله الزبون بنبرة متحفظة. وبدا واضحًا أن هناك توتر بينهما.
“أنا مش جاي أتدخل في حاجة يا محمد. بس سمعت إن في مشاكل هنا وعايز أساعد لو ممكن”
رد عمرو بهدوء. وكان أحمد يلاحظ أن هناك علاقة مشكوك فيها بين الشابين.
“مش محتاجين مساعدة منك يا عمرو. أحسن ما نشوف حاجة تانية”
قال محمد بحدة. وأشار إلى أحمد بنظرة تحذيرية. وأدرك أحمد أن هناك شيئًا ما لا يفهمه في هذه المواجهة.
“طيب يا جماعة، أنا مش فاهم حاجة! إيه اللي بيحصل هنا؟”
تساءل أحمد بقلق، لكن الشابان تجاهلا سؤاله واندفعوا في حديث مشحون.
وفي تلك اللحظة، دخل ثلاثة رجال آخرون إلى المقهى وبدؤوا في مراقبة الموقف بحذر. وكان أحمد قلقًا من تصاعد التوتر في مقهاه.
“خلاص يا جماعة، ده مش مكان للمشاكل. ياريت كلكم تخرجوا من هنا”
حاول أحمد أن يهدئ الموقف، لكن الرجال الغرباء لم يستجيبوا له.
وفجأة، انفجرت المواجهة بين عمرو ومحمد في شجار عنيف. وكانت الأنظار كلها متجهة نحو المقهى.
“لا.. لا.. ما تعملوش كده هنا! ده مش مكان للمشاجرات”
صرخ أحمد محاولاً السيطرة على الموقف، لكن المشهد كان قد خرج عن السيطرة.
وبينما كان الشاب يتبادلان الضربات، اقتحم الرجال الغرباء المقهى وبدأوا في الاشتباك معهما.
“خلاص يا جماعة! إنتوا عايزين تعملوا مشكلة هنا؟ أرجوكم اخرجوا من المقهى!”
صرخ أحمد في محاولة يائسة لإيقاف هذا المشهد المروع. لكن الصراع استمر بعنف أمام ذهوله وخوفه.
وفجأة، دوت طلقات نارية في الهواء. وساد الذعر والفوضى في المقهى.
“يا رب ما يكونش في حد مصاب!”
صاح أحمد وهو يحاول البحث عن مكان آمن لإخفاء نفسه. لكن الرعب كان قد استولى على الجميع.
ولم يعرف أحمد ما سيحدث بعد ذلك. فقد انهار حلمه في إدارة مقهى آمن ومريح في قلب حيه الشعبي.
وسط هذا المشهد المرعب، تساءل أحمد: “إيه اللي بيحصل هنا؟ ليه المقهى بقى وسط هذا الكابوس؟”
لم يكن لديه أي فكرة عما سيحدث بعد ذلك. لكنه كان مصمم على أن يفعل كل ما بوسعه لحماية مقهاه وزبائنه.
بعد سماع تلك الطلقات النارية، اختبأ أحمد خلف الخزانات في المقهى، محاولاً إخفاء نفسه من أعين المهاجمين. كان قلبه ينبض بشدة والرعب يملأ وجهه.
“يا رب ما يكونش في حد جرح أو اتقتل هنا!”
همس أحمد لنفسه وهو يتأمل المشهد المروع الذي شهده. لم يكن قادرًا على التحرك من مكانه خوفًا من أن يلفت الانتباه إليه.
فجأة، سمع أصوات خطوات تقترب من مكان اختبائه. وتوتر أحمد وشعر بالخوف الشديد.
“مين هناك؟ أنا هاطلع برة!”
صاح أحد الرجال الغرباء وهو يقترب من مكان إختباء أحمد. وفي تلك اللحظة، دق قلب أحمد بقوة وشعر بالخوف الحقيقي على حياته.
ثم سمع صوت آخر يأتي من مكان قريب:”وقف! ده مش إنت اللي كنا بنبحث عنه. خليه يطلع بره”
قال الرجل الآخر بنبرة هادئة. وبدأت أعصاب أحمد تهدأ قليلاً. لم يكن هو الهدف المستهدف، وأيقن أنه ربما سيستطيع الخروج من هذا المأزق.
ببطء، خرج أحمد من مخبئه مرفوع الرأس، محاولاً إظهار هدوء لا يشعر به في الحقيقة.
“آسف يا فندم.. أنا مش عارف إيه اللي بيحصل هنا. ده مقهى هادي عادي”
قال أحمد بصوت مرتجف. وكان الرجل ينظر إليه بتفحص.
“طب ما تقولنا إنت شفت إيه هنا طول اليوم؟ مش عايزين حاجة تستخبى منا”
رد الرجل بهدوء. وشعر أحمد أنه ليس لديه خيار سوى التعاون.
“والله مش عارف حاجة يا فندم. أنا كنت بشتغل زي المعتاد.. لحد ما حصل اللي حصل الصبح ده”
أجاب أحمد بحذر. وكان الرجل ينظر إليه بتفحص.
“طيب هات سجل الزبائن عندك. نشوف إيه اللي ممكن يكون حصل”
أمره الرجل. وعلى الرغم من خوفه، أطاع أحمد أوامره وأحضر سجل الحضور.