
سأل أحمد بقلق. لكن الرجال لم يلتفتوا إليه، وغادروا المقهى وهم يجرون الشاب معهم.
وبعد مغادرتهم، برز رجل آخر من داخل المقهى. كان هذا الرجل هو مدير المقهى، وكان شاهدًا على كل ما حدث.

قهوة الغرام… تجربة قهوة فريدة من نوعها تنتقل إلى عالم جديد

بطلوع الروح (2)

حارس الزمن القديم
“آسف يا أحمد على اللي حصل هنا. ده كان من الشرطة، بيبحثوا عن واحد متهم بقضية”
قال المدير بصوت منخفض. وكان أحمد لا يزال في حالة من الصدمة والدهشة.
“بس ده إيه اللي حصل؟ ده كان بيتكلم معايا وفجأة اتقبض عليه!”
تساءل أحمد محاولاً فهم ما حدث. لكن المدير لم يكن لديه معلومات أكثر من ذلك.
“مش عارف يا أحمد.. بس اللي أعرفه إنهم كانوا بيبحثوا عنه. مش عارف ليه ولا إيه القضية”
أجاب المدير بحيرة. وتركا المقهى في سكون، وهما لا يزالان يحاولان استيعاب هذا الموقف الغريب.
وبعد قليل، بدأ الزبائن البارزون في الوصول إلى المقهى كالمعتاد. لكن أحمد لم يستطع التركيز في عمله كما المعتاد.
كان هذا الحادث قد زعزع شعوره بالأمان والاستقرار داخل مقهاه الهادئ. وبدأ يتساءل عما إذا كان هناك مشكلة أكبر تحوم في المنطقة.
وفي خلال اليوم، بدأ أحمد يلاحظ شيئًا غريبًا. فقد رأى أشخاصًا غرباء يمرون أمام المقهى ويراقبونه بشكل مريب.
“ده إيه اللي بيحصل هنا؟ لسه فيه حاجة تانية مش معروفة؟”
قال أحمد لنفسه وهو يحاول التركيز على العمل. لكن قلقه بدأ يزداد مع كل شخص غريب يراه.
وفي إحدى فترات الراحة، جاءه أحد الزبائن المنتظمين وبدأ يسأله عما حدث صباحًا.
“إيه اللي كان بيحصل هنا الصبح يا أحمد؟ شفت إيه؟”
سأل الزبون بفضول. وأخبره أحمد بتفاصيل ما حدث مع الشاب الغريب والرجال الذين قبضوا عليه.
“لا ده مش طبيعي خالص يا أحمد! إيه اللي ممكن يكون حصل؟”
تساءل الزبون وهو يبدو قلقًا. وبدأ أحمد يشعر بالتوتر مرة أخرى.
“مش عارف يا باشا.. بس أنا شايف ناس غريب”.
بعد الحادث الغريب الذي شهده المقهى في الصباح، بدأ أحمد يلاحظ ملامح التوتر والقلق على وجوه الزبائن. فقد انتشرت شائعات بين سكان المنطقة عن وجود مشكلة أمنية ما.
“أنا سمعت إن في عصابات بتتحرك في المنطقة ده. وممكن تكون سببت اللي حصل هنا الصبح”
قال أحد الزبائن المنتظمين لأحمد. وأضاف بصوت منخفض:”طب مش عارف لو حد من أصحابك أو جيرانك اتقبض عليه، هتعمل إيه؟”
سأله الزبون بحذر. وكان أحمد قلقًا من هذه الإشاعات والأخبار المقلقة.
“والله مش عارف يا باشا. أنا بس قلقان على المقهى والزبائن اللي بيجوا هنا. مش عايز أي مشاكل تحصل”
رد أحمد بتردد. وفي ذلك الوقت، دخل الى المقهى شاب آخر غريب المظهر.
“صباح الخير يا فندم. أنا عايز أسأل عن حد اسمه أحمد. هو صاحب المقهى ده؟”
سأل الشاب بهدوء. وانتبه أحمد إليه على الفور.
“أنا أحمد. تفضل يا باشا، إيه اللي أنا أقدر أساعدك فيه؟”
رد أحمد بحذر. وبادر الشاب بالتعريف عن نفسه.