
بعد أن فحص الرجل السجل بتمعن، رفع رأسه إلى أحمد وقال:”زبائنك دول من الناس العادية اللي بتجي هنا كل يوم. مفيش حاجة غريبة أو مشبوهة”
وكأنه كان راضيًا بما وجده. ثم أضاف:”إنت تتمتع بسمعة طيبة في الحي ده. ومش من المعقول إنك تكون طرف في أي مشاكل”

سيمفونية الظلام…وكيف يمكن لشخص واحد أن يُحدث فرقًا كبيرًا في العالم

ثلاث قلوب متشابكة: كيف تغلبت أسرة على محنتها بالتضامن

الذكاء الاصطناعي: نعمة أم نقمة؟
أحنى أحمد رأسه بامتنان. كان مرتاحًا أن الرجال لم يجدوا أي شيء يربطه بما حدث.
“طيب تمام.. شكرًا لتعاونك. وأنا آسف على اللي حصل هنا”
قال الرجل وهو يتجه نحو باب المقهى. وعندما اختفى الجميع، خرج أحمد من مخبئه بحذر.
كان المقهى مدمرًا بالكامل. كراسي ومناضد مقلوبة، وزجاج مكسور في كل مكان. وهنا أدرك أحمد أن حلمه قد تحطم.
“والنبي.. ده كان أحلى مقهى في الحي. ومين اللي هايبقى زبائني من دلوقتي؟”
همس أحمد بحزن وهو ينظر حول المكان المدمر. لن يستطيع فتحه مرة أخرى في هذه الحالة.
لكن فجأة، تذكر أحمد صديقه عمرو الذي كان موجودًا في المقهى. ربما كان يعرف شيئًا عما حدث هنا.
“لازم ألاقي عمرو ده وأعرف إيه اللي بيحصل. مش ممكن إيه اللي جرى ده يكون صدفة”
قرر أحمد وهو يغادر المقهى المدمر. كان مصممًا على معرفة الحقيقة وراء هذا المشهد المرعب.
بعد أن غادر أحمد المقهى المدمر، بدأ في البحث عن عمرو، الشاب الذي كان موجودًا في المكان أثناء الحادث. كان مصممًا على معرفة الحقيقة وراء هذا الكابوس الذي حل بمقهاه.
سار أحمد في شوارع الحي البسيطة محاولاً الوصول إلى منزل عمرو. لكنه كان قلقًا من المواجهة التي رآها بين عمرو ورجل آخر اسمه محمد. كان هناك توتر بينهما.
عندما وصل إلى منزل عمرو، طرق الباب بحذر. وبعد فترة قصيرة، فتح عمرو الباب بنظرة متحفظة.
“آه.. أهلا يا أحمد. تعالى ادخل”
قال عمرو وهو يفسح المجال لأحمد ليدخل. كان يبدو متوترًا.
“عمرو، أنا جاي أسألك عن اللي حصل في المقهى النهاردة. أنت كنت موجود، صح؟”
بدأ أحمد بالسؤال مباشرة. وأومأ عمرو برأسه بتردد.
“آه.. كنت موجود. بس والله مش عارف إيه اللي حصل فيه بالضبط . كان في مشكلة بيني وبين محمد”
أجاب عمرو بحذر. وبدا أحمد متفهمًا لموقفه.
“طب ما تقولي إيه اللي حصل بالضبط؟ أنا محتار جدًا.. المقهى اتدمر خالص”
طلب أحمد بلطف. لكن عمرو بدا متردداً في الإجابة.
“والله مش عارف يا أحمد. كنا بنتكلم في حاجة قديمة.. وفجأة اتطورت المشكلة للأسوأ. بصراحة، أنا مش عارف إيه السبب الحقيقي”
قال عمرو وهو ينظر إلى الأرض. وبدا أحمد مقتنعًا بصدقه.
“طب ما تقولي إنت عارف إيه عن هؤلاء الرجال اللي جم هناك؟ كان فيه شوية ناس غريبة في المقهى”
سأل أحمد محاولاً استخلاص أي معلومة مفيدة. لكن عمرو تردد مرة أخرى.
“والله مش عارف يا أحمد. أنا سمعت إن في عصابات بتتحرك في المنطقة دي.. بس مش عارف تفاصيل أكتر”
رد عمرو بحذر. وشعر أحمد أنه لا يستطيع الحصول على المزيد من المعلومات منه.
“تمام يا عمرو. شكرًا على تعاونك. أنا هفكر في إيه اللي ممكن أعمله للمقهى دلوقتي”
قال أحمد وهو يستعد للرحيل. لم يكن راضيًا تمامًا بما سمعه، لكنه لا يستطيع المزيد.
“آسف يا أحمد على اللي حصل. المقهى ده كان مكان جميل. أنا هحاول أساعدك لو فيه أي حاجة أقدر عليها”
قال عمرو بصوت متردد. وأومأ أحمد برأسه في شكر.
بعد أن غادر أحمد منزل عمرو، توجه إلى شرطة الحي ليبلغ عما حدث في المقهى. كان مصممًا على إيجاد طريقة لإعادة تشغيل مقهاه والعودة إلى حياته الطبيعية.
ومع تقدم التحقيقات، تبين أن المشكلة كانت متعلقة بأحداث سابقة بين عمرو ومحمد، وأن الرجال الغرباء كانوا من عصابة إجرامية تعمل في المنطقة.
كان أحمد محبطًا من هذه الأحداث، لكنه لم ييأس. فقرر أن يعمل مع الشرطة لإخماد هذه العصابة وإعادة فتح مقهاه في سلام.
وبعد أشهر من الجهود والتنسيق مع السلطات، استطاع أحمد أن يحقق هدفه. ففتح المقهى من جديد وعاد إلى حياته الطبيعية، وأصبح مكانًا آمنًا ومرحبًا للجميع في الحي.
وعلى الرغم من كل ما مر به، ظل أحمد متمسكًا بحلمه وعازمًا على تحقيقه. فكان ذلك درسًا له على أهمية الصبر والإصرار في مواجهة التحديات.