كان يوم حار جدًا

كان يوم حار جدًا

الساعة 11 الصبح والشمس بتحرق الأسفلت والناس قعدة تتمشى تحت أشعتها اللاهبة. في الحارة الصغيرة دي، كان بيت أم جمال  اللي بقالها سنين كتير مش بتطلع برا.

أم جمال كانت قاعدة على الدكة الحجرية برة البيت تراقب الحارة اللي بقت شبه الطماطم بسبب الحر. مالهاش  غير في شوية عيال صغيرة بيلعبوا في ظل البناية الوحيدة في الشارع.

قد يعجبك ايضا

فجأة، سمعت صوت طلقات رصاص قادمة من ناحية الشارع الكبير. قفزت مذعورة وركضت بسرعة داخل البيت تحمي نفسها والعيال اللي كانوا معاها.

الأصوات بقت أقرب وأقرب ومع دخول شوية رجالة مسلحين في الحارة، اتأكدت أم جمال إن في معركة نشبت بين عصابتين إجرامية. وقبل ما الرجالة الغرباء يلاحقوا بعض داخل الحارة، استخبت أم جمال مع العيال خلف باب البيت.

كانت قلقانة علشان العيال اللي كانوا مرعوبين. وشافت إن أنور ابن جارتها هرب من البيت مذعور واختفى. قلقت عليه وخصوصًا أنه مش كتير  بيطلع خارج البيت.

لما سكنت الأصوات، فتحت أم جمال الباب شوية وشافت الحارة خالية. عملت نفسها تتطلع برا بس في حقيقة الأمر كانت خايفة تطلع برا. كانت عايزة تروح تدور على أنور بس مش عارفة هي هتلاقيه فين.

مرت ساعة أو أكثر وأم جمال مش عارفة هي هتعمل إيه. الناس بدأت تتجمع تاني في الحارة وتتكلم على اللي حصل. سمعت كلام إن في ناس اتقتلت وفي مصابين كمان.

قلقت أم جمال جدًا على أنور وقررت إنها هتطلع تدور عليه على الرغم من خوفها. فتحت الباب ببطء وشافت إن الناس في الحارة كانوا بيتكلموا ويبادلوا الأخبار. طلعت بتمهل وبدأت تتجول في الشارع وتدور على أنور.

بعد شوية لقت أنور قاعد تحت إحدى المناطات ملطخ بالدم. قربت منه بخوف وخبطت عليه وهي بتسأله “ياابني إنت فين ده؟ ماما خافت عليك أوي!”

أنور كان مرعوب وبيرتجف. قال إنه كان هارب من الرجالة المسلحين وسقط من على السور وجرح نفسه. أم جمال حضنته وهي بتطمنه إنها معاه ومش هتسيبه.

قرروا يرجعوا للبيت بسرعة. أم جمال كانت خايفة تكون في أي حد وراهم. لما وصلوا للبيت، شافت إن باب البيت مفتوح. اتخضت لكن لما دخلت لقت كل حاجة طبيعية.

بس لما اتحرك أحد الغرف، جرت أم جمال بسرعة وفتحت الباب مستعدة تواجه أي واحد. لقت عم حسن زوجها قاعد على السرير.

كان عم حسن مسن وضعيف وبيكلم نفسه. اتضح إنه دخل البيت وهرب لما سمع صوت الطلقات. كان خايف على حياته وخاف إن يكون حد من العصابات دخل البيت.

أم جمال هدت من روعه وقعدت تطمنه. عرفت إنه كان بس خايف زيها والعيال. بعد شوية، جات زوجة عم حسن وكمان جارتها أم حسن. ضموا بعض وقعدوا يتأكدوا إن كلهم سالمين.

كان اليوم ده واحد من أكتر الأيام رعبًا في حياتهم. الأصوات والطلقات والخوف كانوا أكتر مما يتخيلوا. لكن الأهم إنهم كلهم سالمين والمحتاجين لبعض في هذا الوضع الصعب.

رغم كل اللي حصل، قرروا إنهم هيفضلوا متحدين ويحموا بعض. مش هايسيبوا الخوف أو الرعب يخليهم منفصلين. هايكملوا مستقبلهم مع بعض ويوفروا لنفسهم حياة أفضل.

لما هدأت الأمور شوية، قرر عم حسن وزوجته وأم جمال إنهم يخرجوا من البيت بتمهل ويشوفوا شكل الحارة. كانوا خايفين لكن مصممين إنهم يعرفوا اللي حصل فعلاً.

لقوا الناس بتتجمع في الشارع وبيتكلموا عما حدث. سمعوا إن في ناس اتقتلوا وفي مصابين كمان. كانت لسه في بقايا للرصاص على الأرض وآثار للدم. واضح إن المعركة كانت شرسة.

admin
admin