
في تلك الأثناء، دخلت أختي الصغيرة إلى المطبخ وبدأت تتحدث مع أحمد بحماس. كانت منبهرة به ولا تزال طفلة صغيرة لم تدرك تمامًا ما يحدث.
شاهدت ذلك المشهد بحزن. لم أكن أريد أن تتقرب أختي من هذا الرجل الغريب. أردت أن أبقى أنا وأمي وأخوتي كما كنا من قبل.

صداقة لا تُقهر: الرابطة غير العادية بين الإنسان والنمر

بطلوع الروح (2)

الطفل كان يبكي، ولكن عندما حملته توقف عن البكاء، وهذا ما أشعرها بحب كبير تجاهه فقامت بإرضاعه ثم أعطته لحماتها .. الحسد والغيرة
لكن أمي بدأت تصر على أن نمضي وقتًا مع أحمد ونتعرف عليه أكثر. كانت تريد أن ينسجم الجميع مع هذا الوضع الجديد.
على مدار الأيام التالية، بدأت أشعر ببطء أن أحمد ليس شخصًا سيئًا كما كنت أظن. كان لطيفًا ومتفهمًا ويحاول كسب ود الجميع.
بدأت أرى كيف يعتني بنا ويساعد أمي في المنزل. وكيف أنه يلعب مع أخوتي الصغار ويهتم بهم. شيئًا فشيئًا، بدأت أشعر بأنه ليس بديلاً لوالدي، ولكن ربما يمكن أن يكون صديقًا وداعمًا لنا جميعًا.
في إحدى المرات، طلب أحمد مني الخروج معه للتنزه. في البداية ترددت كثيرًا، لكنه أصر وأقنعني. وخلال تلك الجولة، بدأنا نتحدث عن مشاعرنا وآمالنا للمستقبل.
أدركت أن أحمد ليس مجرد زوج لأمي، بل رجل يريد أن يكون جزءًا من حياتنا ويساعدنا. وفي تلك اللحظة، بدأت أشعر أنني ربما أستطيع أن أعطيه فرصة.
منذ ذلك اليوم، بدأت أنفتح أكثر على أحمد وأحاول التقرب منه. لا أزال أشعر بالحزن على فقدان والدي، لكن أصبحت أرى أن أحمد ليس بديلاً له، بل إضافة جديدة إلى حياتنا.
أصبحنا نقضي الوقت سوياً، نتحدث ونمزح ونذهب في رحلات عائلية. وتعلمت أن أحمد رجل طيب ومخلص يريد أن يكون أبًا حنونًا لنا.
لا أستطيع القول إني أحببته مثل والدي، لكن أصبحت أنظر إليه باحترام وتقدير. وأعلم أنه سيكون داعمًا لنا.
مع مرور الوقت، بدأت العلاقة بيني وبين أحمد تتحسن شيئًا فشيئًا. لم تعد هناك حواجز بيننا وأصبحنا نقضي وقتًا ممتعًا معًا.
كان أحمد دائمًا يحاول إدماجي في الأنشطة العائلية والتأكد من أنني أشعر بالراحة. وهذا ساعدني كثيرًا على التعامل مع هذا التغيير الكبير في حياتي.
بالطبع، لا أزال أشعر بالحنين لوالدي المتوفي، ولكن أصبحت أرى أن أحمد ليس بديلاً له، بل إضافة جديدة إلى عائلتنا. فهو يحاول أن يكون صديقًا وداعمًا لنا جميعًا.