قانون الحياة

قانون الحياة

وبالفعل، بدأت تلك القاعدة تتجسد أكثر في حياة زهير. ففي الأيام التالية، لاحظ أن علاقاته مع الناس في محيطه قد تحسنت بشكل ملحوظ. فقد أصبح الجميع أكثر ترحيبًا وتعاطفًا معه، كأنهم أصبحوا على دراية بما قام به في الماضي من مساعدات.

وذات مرة، عندما كان زهير يعمل في المصنع كالمعتاد، فوجئ بأن أحد زملائه المقربين قد عرض عليه مساعدته في شراء بعض المستلزمات الطبية لابنته زهرة. لم يكن زهير متوقعًا ذلك على الإطلاق، ولكن سارع إلى قبول المساعدة بامتنان كبير.

قد يعجبك ايضا
قصص قصيرةما تطلقها يا ابني

ما تطلقها يا ابني

كان "أحمد" شابًا في الثلاثينات من عمره، يعمل كمحاسب في إحدى الشركات الكبرى. كان يعيش حياة مستقرة مع زوجته "سمر"...
قصص قصيرةرحلة الحب والتحدي

رحلة الحب والتحدي

كانت سما فتاة جميلة وذكية، تعيش مع عائلة محافظة في أحد الأحياء الراقية. من صغرها، تم تربيتها على الالتزام بالتقاليد...

وفي وقت لاحق، عندما مر زهير بأزمة مالية طارئة في أسرته، فوجئ مرة أخرى بأن أحد جيرانه قد تبرع له بمبلغ مالي كبير لمساعدته في تجاوز تلك الأزمة. كان زهير مذهولاً من هذا التصرف الكريم، ولم يستطع إلا أن يشكر الجار بحرارة.

وبدأ زهير يدرك أن هناك قوة خفية تتحرك في حياته وتدفع الناس للوقوف بجانبه في أوقات الشدة. فقد كان في الماضي قد ساعد البعض في لحظات الضيق، وها هم الآن يقفون معه ويمدون له يد العون.

وأصبح زهير أكثر حرصًا على مواصلة هذا النهج في الحياة. فقد شعر أنه عندما يساعد الآخرين، فإنه يستحق أن يُعامل بالمثل في المستقبل. وأصبح يبحث باستمرار عن فرص للمساعدة والبذل تجاه من هم في حاجة.

وفي إحدى المرات، كان زهير عائدًا إلى منزله من العمل كالمعتاد. وفي الطريق، لاحظ رجلاً مسنًا يحمل أمتعة ثقيلة ويبدو متعبًا. لم يتردد زهير للحظة واقترب منه وعرض المساعدة. فساعد الرجل في حمل أمتعته إلى منزله البعيد.

عندما وصلا إلى منزل الرجل المسن، شكره هذا الأخير بحرارة وأصر على دعوة زهير لتناول وجبة طعام معه. وبينما كانا يتناولان الطعام معًا، سأل الرجل زهير عن سبب مساعدته له رغم أنهما لا يعرفان بعضهما البعض.

ثم ابتسم زهير وروى للرجل قصته مع ابنته زهرة والكيفية التي ساعده بها شخص آخر في الماضي. وأوضح له أنه يؤمن بأن الخير الذي نبذله سيعود علينا في المستقبل. استمع الرجل المسن بإمعان، وبدا عليه الاندهاش من هذه الفلسفة.

admin
admin