
وفجأة، عاد إلى ذاكرته حادثة قديمة كانت قد وقعت قبل سنوات. فقد كان ذات مرة قد ساعد شابًا جائعًا كان يمر بضائقة اقتصادية. قدم له زهير قطعة من الخبر والشاي في تلك اللحظة الحرجة. وكان الشاب قد شكره بحرارة وأقسم له أنه لن ينسى هذا الفضل طوال حياته.
ثم انتابت لزهير فكرة مفاجئة. ربما هذا الشاب هو من استطاع مساعدته في هذا الموقف العصيب! لم يكن لديه ما يخسره، لذا قرر البحث عن ذلك الشاب والاستنجاد به.

لم تتحمل ابدا كلامهم وانهالت دموعها، وذهبت لغرفتها واغلقت الباب عليها … عقاب السخرية من الاخرين

واقعة هزت مدينة بأكملها… يا ترى ماذا حدث؟

عازف بنيران قلبي (الجزء الأول)
وبالفعل، بدأ زهير في البحث عن ذلك الشاب. وبعد جهد كبير، تمكن من التواصل معه واستذكر معه تلك الحادثة القديمة. وعندما علم الشاب بموقف زهير ومعاناته، لم يتردد في المساعدة على الفور.
قام الشاب بدفع تكاليف علاج زهرة في المستشفى بالكامل. وفي غضون وقت قصير، تماثلت الطفلة للشفاء وغادرت المستشفى في حالة جيدة. كان زهير والشاب قد التقيا مرة أخرى وتبادلا الشكر والامتنان.
من تلك اللحظة، أدرك زهير أن هناك قوة غامضة في الكون تربط الناس ببعضهم البعض. فإذا ما قدم المرء المساعدة لشخص آخر في وقت الحاجة، فسيأتي ذلك الشخص ويساعده في المستقبل عندما يكون هو في أمس الحاجة إليها.
وأصبح زهير أكثر يقظة وحرصًا على مساعدة الآخرين قدر استطاعته. فقد شعر أن تلك القوة الغامضة تسير في عروقه وتربط بينه وبين الناس من حوله. وأصبح يؤمن أن الخير الذي يبذله سيعود عليه في وقت ما.
كما شاهد زهير ابنته زهرة تتعافى من إصابتها تدريجيًا، وهو يحمل في قلبه شعورًا بالامتنان والحماية من تلك القوة الغامضة التي أنقذت عائلته من المحنة. وأقسم لنفسه أنه سيظل دائمًا متيقظًا لمساعدة الناس المحتاجين حوله، مدركًا أن ذلك سيكون له عائد مستقبلي في أوقات الشدة.
هكذا تحولت قصة زهرة البسيطة إلى قصة أكبر عن القوى الغامضة التي تربط الناس ببعضهم البعض. فقد أدرك زهير أن الخير الذي نبذله سيعود علينا في وقت الحاجة.