يا ليت الشباب يعود يومًا

يا ليت الشباب يعود يومًا

عندما انتهينا من العشاء، أخذت أحفادي إلى الحديقة ليلعبوا. جلست هناك أراقبهم بابتسامة عريضة. كم أشعر بالفخر والسعادة وأنا أراهم ينمون ويكبرون.

تقدمت زوجتي نحوي وجلست بجواري. أمسكت بيدي وقالت بحنان: “ما بك يا حبيبي؟ أنت تبدو سعيدًا اليوم.”

قد يعجبك ايضا
قصص قصيرةالصدقه تدفع البلاء

الصدقه تدفع البلاء

سها النهرده عملالكم اكل هتاكلو صوابعكم من جمالو بجد. يزن ياماما حضرتك دايما اكلك حلو ربنا يحفظك لينا ويطولنا في عمرك يارب....

ثم ابتسمت لها وقلت: “نعم يا عزيزتي، أنا سعيد جدًا. شكرًا لك على أن جعلتِ حياتي مليئة بالحب والسعادة.”

أحضنتني بدفء وقالت: “أنت تستحق كل هذا الحب، يا من ملأت حياتي بالسعادة.”

في تلك اللحظة، شعرت أن الشباب قد عاد مرة أخرى إلى قلبي. لم أعد أشعر بالحزن على الماضي، بل أشعر بالامتنان على ما أنعم الله به علي في الحاضر.

بعد تلك اللحظة الجميلة مع زوجتي في الحديقة، انضم إلينا باقي أفراد العائلة. جلسنا معًا نتناقش ونتبادل الذكريات الجميلة من الماضي.

كانت تلك لحظات ممتعة وهادئة. شعرت كيف أن أفراد عائلتي كانوا يستمتعون بتلك اللحظات معي، مما زاد من شعوري بالسعادة والرضا.

عندما أصبح الوقت متأخرًا، قرر الجميع الانصراف إلى منازلهم. ودعتهم بحنان وشكرتهم على هذا اليوم الجميل الذي قضيناه سويًا.

بقيت أنا وزوجتي وحدنا في الحديقة. جلسنا نتأمل في النجوم التي تزين السماء الليلية. كانت تلك لحظة من السكينة والهدوء النفسي.

ثم التفتُّ إلى زوجتي وقلت لها: “أنت تعلمين، بعد كل هذه السنوات، لا أزال أشعر بنفس الحب والإعجاب بك كما كان  في أول يوم تعرفت فيه عليك.”

ابتسمت بحنان وقالت: “وأنا أيضًا يا حبيبي. لقد مررنا بالكثير من التجارب في حياتنا، لكن هذا الحب لم ينتهِ أبدًا.”

أمسكت بيدها وقلت: “أشكر الله على أن منحني حياة جميلة كهذه. لقد ملأتِ حياتي بالسعادة والحب.”

“وأنا أشكره أيضًا على أن وهبني إياك” قالت بحنان. “ولكن تذكر يا حبيبي، الحياة لا تزال تمضي إلى الأمام. هناك الكثير من الأشياء الجميلة ينتظرنا في المستقبل.”

أومأ برأسه بموافقة. نعم، الحياة لا تتوقف. رغم تقدمي في السن، إلا أن المستقبل لا زال مليئًا بالفرص والإمكانيات.

قمنا من مكاننا وتوجهنا إلى المنزل. أشعر أنني ما زلت شابًا في قلبي وروحي. لن أحزن على فقدان شبابي، بل سأستمتع بما تبقى لي من عمر في حضن عائلتي المحبة.

نعم، يا ليت الشباب يعود يومًا.. لكن ليس بالضرورة أن يكون الشباب البدني. فالشباب الذي يملأ القلب بالحب والسعادة هو الأهم.

admin
admin