من الخيبة إلى النجاح… رحلة التغيير في عائلة عبد الله

من الخيبة إلى النجاح… رحلة التغيير في عائلة عبد الله

عندما زرناه في المستشفى، كان متألمًا وحزينًا. لأول مرة رأيت ندمًا وأسفًا في عينيه. وعندما حاولنا الحديث معه، أخذ يبكي ويعترف بأخطائه.

“لقد دمرت حياتي وخذلت عائلتي. أنا آسف للغاية على ما فعلت” قال بصوت مرتجف.

قد يعجبك ايضا
قصص قصيرةنجمة عيد الأضحى

نجمة عيد الأضحى

كانت ليلى تجلس في الركن المظلم من المنزل، تنظر بحزن إلى لحم العيد المعلق في الخارج. لم تكن قادرة على...

كان هذا الاعتراف والندم مفاجئًا بالنسبة لنا جميعًا. فقد اعتدنا على عناده وتمرده. ولكن هذه المرة بدا أنه قد أدرك خطورة الطريق الذي سلكه.

بعد شفائه من الجراحة، قرر عبد الله أن يغير مجرى حياته. فبدأ في الالتزام بدراسته والابتعاد عن أصدقائه السيئين. كما وعد بأن يكسب ثقة عائلته مرة أخرى.

وبالفعل، شهدنا تغييرًا ملحوظًا في سلوكه خلال الأشهر التالية. فقد أصبح منتظمًا في المحاضرات وناجحًا في امتحاناته. كما بدأ يقضي وقتًا أكثر مع عائلته بدلاً من الخروج ليلًا.

ببطء، بدأنا نستعيد الثقة به مرة أخرى. وأصبحنا نشعر بالفخر تجاه تحسن سلوكه وجديته في إصلاح ما أفسده في الماضي.

وبعد أشهر عديدة مرت على حادثة المستشفى التي هزت عائلتنا. كان عبد الله قد بدأ فعلاً في تغيير سلوكه، لكننا ظللنا نراقبه بحذر شديد. فقد خذلنا في الماضي، وكنا خائفين من أن يعود إلى طريقه القديم.

لكن مع مرور الوقت، بدأ عبد الله يثبت جديته. فقد أصبح منتظمًا في الدراسة ودؤوبًا في إنجاز واجباته. وكان يقضي وقتًا أكثر مع أسرته بدلاً من السهر ليلاً مع أصدقائه السيئين.

كان هناك شعور بالفخر ينتابنا تدريجيًا. فقد كان عبد الله يكافح ليثبت لنا أنه قادر على تحمل المسؤولية وإصلاح ما أفسده في الماضي.

وذات مرة، عندما كنت أزور أخي الكبير وعائلته، لاحظت أن عبد الله كان أكثر انفتاحًا وودية في حديثه معنا. لم يعد متمردًا ومنغلقًا كما كان سابقًا.

“أنت تبدو مختلفًا تمامًا يا عبد الله. ما الذي تغير فيك؟” سألته بفضول.

ابتسم عبد الله قبل أن يجيب: “لقد أدركت أنني كنت أدمر حياتي بتصرفاتي السابقة. وقررت أن أغير مسار حياتي من جذوره”.

ثم أضاف بصوت منخفض: “أنا آسف على ما فعلته في الماضي. لقد خذلت عائلتي وأنا أشعر بالندم الشديد على ذلك”.

admin
admin