رحلة سارة مع حماتها

رحلة سارة مع حماتها

راح زوجي وأنا معاه للمستشفى. لما دخلنا عليها، لقيناها واقفة بكل قوتها وبتبتسم لينا. قالت لابنها “ياابني، ربنا كريم. متقلقش عليا أنا كويسة، أنا عندي رب بيرعاني”.

بصراحة، ده خفف علينا جدًا. وكنت مطمنة إنها في أيد أمينة.

قد يعجبك ايضا

مع مرور الأيام، كانت حالتها بتتحسن شوية شوية. وأنا وزوجي كنا بنزورها كل يوم ونساعدها في كل حاجة.

في آخر أسبوع قبل ما تخرج من المستشفى، حماتي قالت لابنها  “يا ابني، أنا عاوزة أكلمك في موضوع مهم”. فطبعًا زوجي استجب وسمعها بكل اهتمام.

قالت “أنا عارفة إنك وزوجتك بتساعدوني كتير وبتهتموا بيا جدًا. وأنا مش عاوزة أكون عالة عليكم. لذلك، أنا قررت إني أبيع شقتي وأشتري شقة صغيرة أعيش فيها لوحدي”.

أنا كنت مندهش جدًا من قرارها ده. وقلتلها “لا يا ماما، إحنا مش بنساعدك عشان نتخلص منك. إحنا بنحبك وعاوزين نرعاك”.

لكن حماتي أصرت على قرارها وقالتلي “أنا عاوزة أعيش بشكل مستقل، مش عشان أزعجكم. أنا عاوزة أكون عندي استقلالية شوية”.

في النهاية، أنا وزوجي اتفقنا معاها على أن نشتري لها شقة صغيرة قريبة منا. وهي رحبت بالفكرة.

وبالفعل، بعد ما خرجت من المستشفى وتعافت تمامًا، ساعدناها في ترتيب الشقة الجديدة وتأسيسها.

وعلى الرغم من إنها عايشة لوحدها، لكن كانت بتيجي عندنا كل يوم وبتقضي وقت كبير مع بنتي. وبنتي كانت سعيدة جدًا بوجودها.

بقت علاقتنا أكتر وأكتر قوية. وأنا  دايمًا  كنت بحس إنها مش حماتي، لا بل هي أم تانية بالنسبالي.

والحمد لله، ربنا رزقنا بعيلة سعيدة ومتماسكة بفضل وجود حماتي الرائعة في حياتنا.

بعد ما اشترت حماتي  شقتها وعاشت فيها لوحدها، كانت بتيجي عندنا كل يوم وبتقضي وقت كبير مع بنتي.

بنتي كانت بتتعلق بيها أكتر وأكتر، وحماتي كمان كانت بتحبها جدًا. كانت بتعاملها معاملة الجدة الحنونة.

مع مرور الوقت، اتطورت علاقتي بحماتي لدرجة إني كنت بكلمها عن كل مشكلة أواجهها أو قرار محتاره فيه. وكانت دايمًا بتقدملي النصيحة الحكمة النصوحة.

في إحدى المرات، كنت مضايقة جدًا لأن رئيس عملي كان بيضغط عليا ويهددني بالفصل. وكنت مش عارفة أعمل إيه.

قررت إني أروح عند حماتي وأكلمها في الموضوع. لما وصلت لشقتها، لقيتها مستنياني وعارفة إني جاية عشان مشكلتي.

قعدت معاها وحكيتلها كل التفاصيل كاملة. وهي استمعت لي بكل اهتمام، وبعدها قالتلي “يا ابنتي، متقلقش أنا هاكلم رئيسك واتفاهم معاه”.

طبعًا أنا كنت مندهشة من ثقتها وجرأتها ده. لكن في النهاية كانت نصيحتها صحيحة.

بعد يومين، لقيت رئيسي بيتصل بيا ويقولي إنه اتفاهم مع حماتي وحل المشكلة. وأنا كنت مش مصدقة إيه اللي حصل.

من ذاك اليوم، أنا بقيت أستشير حماتي في كل القرارات المهمة، لأني اكتشفت إنها بتملك حكمة وخبرة كبيرة.

وده مش بس في الأمور الشخصية، لا بل حتى في أمور عملي كمان. كانت بتساعدني بنصائحها القيمة.

علاقتي بيها كانت بتزداد قوة وطمأنينة يوم بعد يوم. وزوجي كمان كان بتقرب منها أكتر وأكتر.

كان من الطبيعي جدًا إني أحترمها واقدرها، بعد كل ده. وأنا مقتنعة إنها مش مجرد حماة، بل هي أم تانية بالنسبالي.

وفي يوم من الأيام، قررنا إننا نسافر كلنا في رحلة عائلية. كنا عاوزين نقضي وقت جميل مع بعض.

وبالفعل، سافرنا وقضينا أيام جميلة في طبيعة خلابة. كان الجو عائلي ومريح جدًا.

وكان أجمل جزء في الرحلة هو لما كنا كلنا بنتجمع ونتناقش ونضحك ونتذكر مواقف جميلة.

في النهاية، أنا بشكر ربنا إني اتجوزت في عيلة زي عيلة حماتي. وإنهم قربوا مني أكتر من عيلتي الأصلية.

أنا وزوجي دايما بندعي ربنا إنه يديم علينا هذه العلاقة الجميلة، ويحفظ لي حماتي الحبيبة.

admin
admin