
في قلب حي الدقي الشعبي بالقاهرة، كان هناك بازار صغير يضم مجموعة متنوعة من المحال التجارية. وكان السيد محمود، صاحب هذا البازار، شخصية محورية في حياة سكان الحي.
كان محمود رجلاً مسنًا في الستينيات من عمره، ذو شخصية قوية وحازمة. فمنذ، سنوات طويلة، كان يدير هذا البازار الذي ورثه عن والده. وعلى مر السنين، أصبح محط احترام وتقدير الجميع.

قوة الإبداع ومواجهة القوى الخارقة…تتحول إلى حقيقة

حب الوطن في مدينة روزفيل هو جوهر هويتنا وعزتنا

رحلة سارة مع حماتها
يأتي إلى البازار كل صباح قبل شروق الشمس، حيث يتفقد المحلات ويتحقق من سير العمل بكفاءة. كان يعرف كل تاجر وبائع هناك بشكل شخصي، ويعتبرهم أسرة واحدة.
لكن في أحد الأيام، حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد وصل إلى البازار وفجأة وجد أحد المحال مغلقًا. كان هذا محل السيد سامي، أحد أقدم التجار في البازار.
“إيه ده؟ محل سامي مغلق.. ده مش طبيعي خالص!”
قال محمود وهو يقترب من المحل. لم يكن هناك أي لافتة أو إشارة تفسر سبب الإغلاق المفاجئ.
وبينما كان محمود يحاول الاتصال بسامي، جاء أحد الجيران ليخبره بخبر مؤسف.
“آسف يا عم محمود.. سامي اتوفى امبارح في مستشفى الدمرداش”
قال الجار بحزن. وكان محمود في صدمة من هذا الخبر المفاجئ. فسامي كان صديقه المقرب منذ سنوات طويلة.
“لا مش ممكن.. ده كان بخير امبارح وبنتكلم مع بعض!”
هتف محمود وهو يحاول استيعاب الخبر المأساوي. لقد فقد صديقًا عزيزًا وشريكًا في العمل.
وفي تلك اللحظة، تذكر محمود أن سامي ترك وراءه أسرة صغيرة – زوجة وثلاثة أطفال. وبدأ يشعر بالقلق على مصيرهم.
“طيب الأسرة.. مين اللي هيعتني بيهم دلوقتي؟ ده سامي كان المعيل الأساسي ليهم!”
تساءل محمود وهو يحاول التفكير في حل لهذه المأساة. فهو لا يريد أن تقع هذه الأسرة في براثن الفقر والضياع.
وفجأة، خطر على بال محمود فكرة. فقرر أن يقوم بتدبير أمر هذه الأسرة بنفسه.
“أنا هاخد المحل ده على حسابي لحد ما الأولاد يكبروا ويقدروا يشتغلوا”
قرر محمود وهو يتجه إلى محل سامي ليفتحه ويبدأ في إدارته.
في البداية، كان أفراد أسرة سامي متردّدين في قبول هذا العرض. فهم لم يكونوا يعرفون محمود جيدًا ولم يكونوا متأكدين من نواياه.
لكن محمود أقنعهم بأنه فعل ذلك عن طيب خاطر، وأنه لن يطلب منهم أي شيء في المقابل سوى أن يستمروا في إدارة المحل كما اعتادوا.
وهكذا، بدأت أسرة سامي في إدارة المحل تحت إشراف محمود. وكان هذا الأمر مصدر راحة كبيرة لهم، خاصة للأرملة التي كانت تشعر بالقلق على مستقبل أطفالها.
مع مرور الوقت، لاحظ محمود تحسنًا ملحوظًا في أداء هذه الأسرة. فقد كانوا يعملون بجد وإخلاص لإنجاح المحل.
وفي المقابل، أصبح محمود كالأب الروحي لهم. فقد قدم لهم الدعم المعنوي والمادي كلما احتاجوا إليه. وكان يشجعهم باستمرار على التطوير المحل .
وبالتدريج، بدأت أسرة سامي تشعر بالارتياح والأمان تحت رعاية محمود. فقد أدركوا أنه ليس مجرد صاحب محل، بل صديق وداعم في أوقات الشدة.
وكان محمود سعيدًا بهذا التطور. فقد وجد في هذه الأسرة بديلاً لعائلته الصغيرة التي فقدها منذ سنوات. وأصبح يشعر أنه يقوم بواجب إنساني تجاههم.
وفي الوقت نفسه، كان محمود يراقب تقدم أبناء سامي في العمل والدراسة. وكان يخطط لكيفية مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم المستقبلية.
وبمرور الوقت، أصبح محمود شخصية محورية في حياة هذه الأسرة. فهو ليس مجرد صاحب عمل لهم، بل أب وراعٍ يسهر على مصالحهم.