
في المكتب، استمع المدير العام بصبر إلى رواية كل منهما للحادث. لم يكن راضيًا عن سلوك الاثنين، فقد كان يدرك أن هذه الإشاعات قد أضرت بأجواء العمل. وتابع بصرامة: “أنا لا أهتم بما تفعلان خارج العمل، ولكن داخل الشركة أتوقع منكما المحافظة على المهنية والانضباط التام. إذا لم تستطيعا ذلك، فسأضطر للنظر في خياراتي”.
غادر أحمد وسامر المكتب شاعرين بالخزي والندم. وفي الطريق إلى مكاتبهما، صادف أحمد ليلى في الممر. نظرت إليه بتعاطف وهمست له: “هل أنت بخير؟” لم يستطع أحمد إلا أن ينظر إليها بحزن وإحباط.

زوجة رجل مهم

رحلة النفق الساحر…تحقيق الأحلام وتغيير الحياة

من طالب مهمل إلى مهندس ناجح
بعد ذلك الحادث، بدأ أحمد وليلى يتجنبان بعضهما البعض قدر الإمكان داخل الشركة. وكانا يخشيان أي تواصل بينهما قد يعرضهما للمزيد من الإشاعات والاتهامات. وفي الوقت نفسه، كان شعورهما بالحب والاشتياق لبعضهما يزداد يومًا بعد يوم.
في إحدى المرات، وجدت ليلى نفسها مضطرة للبقاء في المكتب بعد انتهاء الدوام لإنهاء بعض الأعمال المتأخرة. وعندما خرجت متأخرة من المكتب، وجدت أحمد ينتظرها في السيارة. ابتسم لها بحنان وقال: “أنا لا أستطيع تحملك تذهبين وحدك في هذا الوقت المتأخر. دعيني أوصلك إلى المنزل”.
لم تستطع ليلى مقاومة عيني أحمد الحنونتين. فوافقت على ركوب سيارته. وعلى مدار الطريق، لم يتحدثا إلا القليل، خوفًا من أن يراهما أحد. ولكن كان هناك سكون مريح بينهما، تخلله نظرات متبادلة ملؤها الشوق والحنين.
عندما وصلا إلى منزل ليلى، ترددت قليلاً قبل أن تنزل من السيارة. ونظرت إلى أحمد بعمق وهمست: “شكرًا لك على المرافقة. أنا أقدر ما تفعله من أجلي”. أجابها أحمد بابتسامة عريضة: “لا داعي للشكر. أنا سأكون بجانبك دائمًا”.
وغادرت ليلى السيارة وهي تحمل في قلبها الكثير من المشاعر المتناقضة. فمن جهة، كانت سعيدة بقرب أحمد منها وبما أظهره من اهتمام. ولكن من جهة أخرى، كانت قلقة على مستقبلهما المهني إذا استمرت هذه العلاقة.