
“لا بد أن نجد طريقة لإيصال سامي إلى أبيه بأمان”، قال الشاب لنفسه. فهو لا يريد أن يترك الطفل وحيدًا في ظل هذه الاضطرابات.
فكر قليلاً، ثم اتخذ قرارًا. “سأحاول الاتصال بالشرطة وأخبرهم بمكان وجود سامي. أنا متأكد أنهم سيتمكنون من إيصاله إلى أبيه بسرعة”.

قصة حب في زنازين السجن: رحلة أمل ومرونة في أوروبا الشرقية

مخطط السرقة الكبرى

ثلاث قلوب متشابكة: كيف تغلبت أسرة على محنتها بالتضامن
وفعلاً، اتصل الشاب بالشرطة وأبلغهم بكامل التفاصيل. وبعد وقت قصير، وصل ضابطان إلى بيت الشاب وسلّما سامي إلى أحضان والده المسرور.
كان والد سامي قد بحث عنه بجنون بعد أن فقده في خضم الاشتباكات. وكان مرتاحًا جدًا عندما علم أن ابنه في أمان لدى هذا الشاب الذي أنقذه.
“شكرًا لك يا ابني على إنقاذ ابني وحمايته”، قال والد سامي للشاب بامتنان. “لقد أظهرت أن الإنسانية والرحمة أقوى من أي انقسامات أو خلافات”.
ابتسم الشاب، مدركًا أن ما فعله كان مجرد واجب إنساني بسيط. “لا داعي للشكر، فقد فعلت ما كان يجب علي القيام به. أنا سعيد أن تمكنت من إنقاذ سامي وإعادته إلى أهله بأمان”.
وهكذا، انتهت هذه التجربة المثيرة بخاتمة سعيدة. فقد تمكن الشاب من إنقاذ طفل صغير من براثن العنف والشغب الذي اجتاح شوارع القاهرة بسبب المواجهات بين مشجعي الأهلي والزمالك.
وأثبت هذا الحدث أن الإنسانية والرحمة لا تعرف حدودًا أو انتماءات. فالجميع متساوون أمام الخطر، وعلى الجميع أن يتعاونوا لحماية الأبرياء والضعفاء.
لقد كان ذلك درسًا قيمًا للجميع، يؤكد على أن المحبة والتسامح أقوى من أي انقسامات أو خلافات. وأن على المشجعين أن يتذكروا هذا الدرس في المرات القادمة عندما تشتعل المواجهات بين فرقهم المفضلة.