
ولكن للحظة، ظهر الشاب الذي أنقذه سابقًا وتوجه نحوه. “لا تخف يا صديقي، أنا هنا لأحميك”، قال له بلطف. ثم حمله وابتعد به عن موقع الاشتباكات.
كان الشاب يدرك أن الطفل قد تعرض للخطر بسبب هذه المشاجرات العنيفة بين مشجعي الفريقين المتعصبين. لذا قرر أن يأخذه إلى مكان آمن بعيدًا عن هذه المناوشات.

اقسم ألا يساعده كما كان يفعل من قبل وأن لا يعطيه درهم او دينار… العفو والتسامح

أم لثلاثة بنات

كيف غير أحمد حياة أسرة بأخلاقه وتفانيه في العمل؟
في غضون ذلك، كانت المباراة قد اشتعلت على أرضية الملعب. فقد سجل الأهلي هدفًا مبكرًا، مما أثار حماس مشجعيه وإحباط مشجعي الزمالك. وبدأت المواجهات في الخارج تزداد حدة.
لم يكن هناك من يلاحظ أو يهتم بمصير الطفل الصغير الذي أُنقذ من الخطر. فالجميع كانوا غارقين في متابعة المباراة والاشتباكات الجانبية. ولكن الشاب الذي أنقذه لم يتركه وحيدًا.
أخذ الشاب الطفل إلى أحد المقاهي القريبة، حيث كان هناك هدوء نسبي بعيدًا عن الضوضاء والعنف في الشارع. هناك، هدأ الطفل قليلاً وفتح قلبه للشاب الذي أنقذه.
اتضح أن الطفل كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط، واسمه “سامي”. وكان قد جاء إلى المباراة مع والده، لكنه فقد في خضم الحشود والاشتباكات.
استمع الشاب باهتمام إلى قصة سامي وطمأنه بأنه في أمان الآن. ثم قرر أن يبقى معه حتى يتمكن من إيصاله إلى والده أو السلطات المختصة.
وبينما كانا يتحدثان، بدأت أنباء عن نتيجة المباراة تتسرب إلى المكان. فقد انتصر الأهلي في النهاية بهدفين نظيفين، مما أثار هتافات الفرح والانتصار من مشجعيه.
لكن في الخارج، ازدادت الاشتباكات بين مجموعات المشجعين. وبدأت تنتشر أنباء عن إصابات وأعمال شغب. كان الشارع مكانًا خطيرًا، لا يصلح لوجود طفل صغير مثل سامي.
“لا بد أن أجد طريقة لإعادة سامي إلى أبيه بأمان”، فكر الشاب. فهو لا يريد أن يترك الطفل وحيدًا في هذا الموقف الحرج.
فجأة، خطرت له فكرة. “سامي، هل ترغب في مشاهدة نهاية المباراة معي في بيتي؟ هناك ستكون في أمان وبعيدًا عن هذه الشغب”.
ابتسم سامي بسرور، موافقًا على الفكرة. فقد شعر بالأمان والثقة تجاه هذا الشاب الذي أنقذه مرتين الآن.
وهكذا، غادر الشاب المقهى وهو يحمل سامي بعيدًا عن موقع الاشتباكات. وصل إلى بيته الهادئ، وأجلس سامي أمام التلفاز لمشاهدة نهاية المباراة.
أثناء ذلك، كان الأهلي قد أحرز هدفًا ثالثًا في الدقائق الأخيرة، مؤكدًا فوزه الحاسم. وبدأت الاحتفالات تملأ شوارع القاهرة، لكن مصير سامي لا يزال مجهولًا.