لقد حان وقت الرحيل

لقد حان وقت الرحيل

“مرحبًا أسماء، هل ممكن نتقابل؟ أنا محتاج أكلمك.” قال عمر بصوت متردد.

أسماء كانت متفاجئة من مكالمته. كان قلب أسماء ينبض بسرعة عندما سمعت صوت عمر في الهاتف. لم تكن متأكدة مما يريد، لكنها وافقت على اللقاء معه.

قد يعجبك ايضا

“طبعًا، ما تقول لي إنت عايز إيه؟” قالت أسماء بحذر.

“أسماء، أنا محتاج أشوفك ونتكلم. في حاجات كتير عايز أقولهالك.” رد عمر بصوت هادئ.

أسماء تردّدت للحظة، لكنها وافقت في النهاية. “طيب، ما تقول لي مكان وموعد اللقاء.”

اتفقا على اللقاء في مقهى قريب من منزل أسماء في المساء. وعندما حان الموعد، توجهت أسماء إلى المقهى بقلب متوتر.

عندما وصلت، رأت عمر جالسًا في الركن ينتظرها. ابتسم لها ابتسامة خجلة عندما رآها. “مرحبًا أسماء، تفضلي اقعدي.”

أسماء جلست أمامه بصمت. لم تعرف ماذا تقول له بعد ما حدث بينهما.

أنا آسف على اللي حصل بيننا. كان في حاجات كتير في دماغي ومكنتش عارف أتعامل معاها.” بدأ عمر بحديثه.

أسماء لم ترد، فقط نظرت إليه في انتظار ما سيقوله.

“أنا كنت مشتت ومش عارف إيه اللي بيحصل بيننا. كان في مشاكل كتير في حياتي وكنت مش لاقي وقت أفكر فيه. وده أثر على علاقتنا.” استمر عمر في شرحه.

أسماء لم تزال صامتة، لكن كانت تستمع بانتباه.

أنا حبيتك قد إيه. وأنا مش عايز أخسرك. لكن في الوقت ده كان لازم أفكر مع نفسي شوية.” قال عمر وهو ينظر في عينيها.

أسماء شعرت بقطرات الدموع تتجمع في عينيها. “عمر، إنت عارف قد إيه أنا اتوجعت منك لما قولت عايز تبعد عني؟”

“أنا عارف يا أسماء، وآسف جدًا على كده. كنت في حالة ارتباك وتشتت، وكنت محتاج أفكر مع نفسي شوية. بس أنا مش عايز أخسرك.” قال عمر وهو يمسك يديها بحنان.

أسماء نظرت إليه بحزن. “طيب، إنت لقيت نفسك تاني؟ إنت عايز ترجع لي ولا إيه؟”

عمر ابتسم ببساطة. “أه يا أسماء، أنا عايز أرجع لك. عايز نكمل مع بعض زي الأول. أنا مش عايز أفقدك.”

أسماء أحست بالراحة والسعادة. لم تستطع إخفاء ابتسامتها. “طيب، أنا موافقة. بس إنت لازم تعوضني على كل اللي حصل.”

“طبعًا يا حبيبتي، هعوضك على كل حاجة. أنا هعوضك على كل يوم فات.” قال عمر وهو يقترب منها.

ضمها في حضنه الدافئ. كانوا سعداء بأنهما عادا إلى بعضهما مرة أخرى.

بعد هذا اللقاء، بدأت أسماء وعمر في إعادة بناء علاقتهما من جديد. كان الأمر صعبًا في البداية، لكنهما أصرا على التغلب على كل العقبات.

أدرك عمر أنه كان في حالة ارتباك وتشتت كبيرة بسبب المشاكل التي كان يواجهها في حياته. لم يكن قادرًا على التركيز على علاقتهما كما ينبغي. لكن بعد تلك الأزمة، قرر أن يضع حياته في نصابها الصحيح مرة أخرى.

أما أسماء، فقد كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لها. كان من الصعب عليها أن تثق في عمر مجددًا بعد أن طلب منها الابتعاد. لكنها أدركت أن الحب الحقيقي يستحق المحاولة.

مع مرور الوقت، بدأت الثقة تعود بينهما. كانا يقضيان وقتًا أطول معًا، ويتحدثان بصراحة عن كل ما يشغلهما. تعلما كيف يتعاملان مع مشاعر الغضب والخوف التي ظهرت بينهما سابقًا.

وذات يوم، وأثناء مشاركتهما في حفل صديق لهما، قام عمر بتقديم خاتم الخطوبة إلى أسماء. كانت دموع السعادة تملأ عينيها.

” أنا عايز أقضي باقي حياتي معاكي. هل تقبلي الزواج مني؟” قال عمر وهو ينظر إليها بحب.

أسماء لم تستطع الرد بكلمات. فقط أومأت برأسها وألقت نفسها في أحضان عمر. كانت سعيدة للغاية.

بعد هذه التجربة الصعبة، أصبحت علاقتهما أقوى من ذي قبل. فهما الآن يعرفان قيمة بعضهما البعض ويقدران ما بينهما. وقررا أن يواجها المستقبل معًا، بكل ما يحمله من تحديات وعقبات.

admin
admin