إشاعة حب (2)

إشاعة حب (2)

كانا يتواصلان بشكل متقطع، ولكن هذا التواصل لم يكن كافيًا لسد الفراغ الذي تركه البعد بينهما. ففي كل مرة يلتقيان فيها، كانت تعود إليهما ذكريات الماضي وتوقد شرارة المشاعر المكبوتة.

في إحدى المرات، حصل أحمد على ترقية في عمله وقرر الانتقال إلى فرع الشركة في مدينة أخرى. وعندما أخبر ليلى بهذا الخبر، لم تستطع إخفاء آثار الحزن على وجهها.

قد يعجبك ايضا

“أنا سأفتقدك كثيرًا، أحمد”، قالت بصوت منخفض. “لكن هذا خيار جيد لك. أتمنى أن تنجح في هذه الخطوة الجديدة”.

ابتسم أحمد بحزن وأجابها: “وأنا سأفتقدك أيضًا، ليلى. لكن ربما يكون هذا هو الوقت المناسب لإنهاء هذه القصة. نحن لن نستطيع الاستمرار على هذا النحو إلى الأبد”.

ثم تبادلا نظرات حزينة ولكن مليئة بالفهم المتبادل. فقد أدركا أن هذا هو الخيار الصواب في هذه المرحلة. لم يكن بمقدورهما إخفاء علاقتهما إلى الأبد، ولا الاستمرار في عيش هذه القصة المؤلمة.

في يوم وداعه، اعتنق أحمد ليلى بحرارة. وغمرت دموع الوداع عينيهما. لم يكونا متأكدين مما سيحمله المستقبل. ولكن كان لديهما إحساس بأنهما سيظلان في قلب بعضهما البعض، حتى لو اختلفت مسارات حياتهما.

“وداعًا، ليلى. سأظل أحبك إلى الأبد”، همس أحمد في أذنها.

“وداعًا، أحمد. كن سعيدًا”، ردت ليلى بصوت خافض.

ثم التقطا أنفاسهما العميقة وانفصلا. وبخطى متثاقلة، ابتعد أحمد عن المكان، وهو يحرص على عدم التفات إلى الوراء. أما ليلى، فقد ظلت واقفة متأملة في رحيله، وهي تشعر بحرقة في قلبها.

ربما كانت هذه هي النهاية المحتومة لقصتهما. ولكن في أعماق قلوبهما، كانا يأملان أن يأتي يوم يجمعهما فيه القدر مرة أخرى.

فالحب الحقيقي، أبدًا لا ينتهي.

admin
admin