وذات يوم، اجتمع عبد الرحمن مع بناته وأخبرهن بنيته في تقسيم أرضه الزراعية بالتساوي بينهن عند وفاته. وأكد لهن أنه يريد أن يترك لهن إرثًا يضمن استقلالهن ويؤكد على مكانتهن في العائلة.
كما كان هذا القرار صدمة سارة لبنات عبد الرحمن، اللواتي لم يتوقعن أبدًا أن يحظين بهذا الإرث. فقد كن دائمًا يشعرن بالنقص بسبب جنسهن، ولم يكن في بالهن أن والدهن سوف يعدل بينهم.
كان شخصا صبورا وحكيما ومرح يحب الضحك وعند ولادتك كل هذا تغير ودخل في اكتئاب…….المقاتلة السريه
حكاية كريم والخواجة جون
العشاء الرومانسي الذي تحول إلى كابوس
وفي هذه اللحظة، انفجرن في البكاء وهن يعتنقن والدهن بحرارة. فقد أدركن أن هذا القرار هو تعبير عن مدى حبه لهن وفخره بهن. وشعرن بأنهن أصبحن أكثر قربًا إليه من أي وقت مضى.
منذ ذلك اليوم، تحولت علاقة عبد الرحمن ببناته إلى صداقة حميمية وثيقة. فقد أصبح يشاركهن همومهن ويستمع إلى آرائهن بكل اهتمام. كما أنه يفتخر بإنجازاتهن ويحرص على تعزيز ثقتهن بأنفسهن.
وعندما حان وقت زواج إحدى بناته، قام عبد الرحمن بتنظيم أفخم حفل زفاف له. فلم يبخل بأي شيء لكي يجعل هذه المناسبة مليئة بالفرح والبهجة. وكان حريصًا على أن يشارك في كل التفاصيل والترتيبات الخاصة بهذا الحدث السعيد.
وفي النهاية، أصبح عبد الرحمن رمزًا للتسامح والتغيير الإيجابي في مجتمعه. فقد تمكن من التخلص من تعصبه وظلمه السابق، واستبدله بحب وتقدير لبناته. وأصبح يدافع عن حقوق البنات ويشجع غيره على تقبلهن وتمكينهن.
إن قصة عبد الرحمن هي قصة إنسان تحول من ظلام إلى نور، ومن تعصب إلى تسامح. وهي رسالة أمل لكل من يعاني من مشاكل نفسية أو اجتماعية، مفادها أنه مهما كانت الأزمة قاسية، بإمكان الإنسان أن يتغلب عليها ويصبح أفضل مما كان.
