
اصطحبته جدتنا إلى الصالة وجلسنا جميعًا نستمع إلى ما يقوله. كان واضحًا أن هناك قصة مؤلمة وراء عودته المفاجئة.
عم سعيد بدأ يحكي لنا كيف أنه غادر القرية بسبب خلاف عائلي قديم. وكيف أنه ندم على ذلك طوال هذه السنوات.

قهوة الغرام… تجربة قهوة فريدة من نوعها تنتقل إلى عالم جديد

نجمة عيد الأضحى

بطلوع الروح (1)
“لقد انقطعت عن العائلة وأصبحت وحيدًا. الآن أشعر أنني على فراق الحياة وأريد المصالحة قبل أن يكون الأمر متأخرًا” قال وهو يبكي.
جدتنا كانت تنصت بحزن شديد. نحن الأطفال كنا مندهشين من هذا المشهد المفاجئ والمؤلم.
“لا تقلق يا سعيد. أنت أخي ولن أتخلى عنك. تعال لنتصالح ونلتف حول بعضنا البعض كما كنا دائمًا” قالت جدتنا وهي تمسح دموعه.
في هذه اللحظة، شعرنا بأن البيت القديم قد امتلأ بالدفء العائلي مرة أخرى. كانت هناك فرصة ثانية للمصالحة والتوحد بعد سنوات من الانفصال المؤلم.
تبادل عم سعيد وجدتي أحضانًا طويلة ووعودًا بأن يعودا إلى علاقتهما القديمة. كانت لحظة مؤثرة للغاية، جعلتنا نشعر بالفرح والتأثر في آن واحد.
عندما غادر عم سعيد، شعرنا وكأننا قد عشنا تجربة درامية مليئة بالمشاعر المتناقضة. لكن في النهاية، كان هناك إحساس بالاستقرار والوئام العائلي الذي عاد إلى هذا البيت.
رحلتنا إلى بيت جدتنا لم تكن مجرد زيارة عادية. إنها كانت رحلة إلى عالم الذكريات والقيم العائلية العميقة. وقد أثرت فينا بطريقة لا ينسى.
كما أننا أدركنا أن هذا البيت القديم، بكل ما يحمله من أسرار وقصص، سيظل ملاذنا الدافئ الذي نستطيع العودة إليه مهما طالت السنوات.
وفي الأيام التالية لزيارتنا لبيت جدتي كانت مليئة بالتأملات والمناقشات. لم نتوقع أبدًا أن نشهد مشهدًا مؤثرًا كما رأيناه بين جدتي وعمي سعيد.
كنا نتساءل عن طبيعة الخلاف القديم الذي دفع عم سعيد إلى الرحيل عن القرية. وما الذي أجبره على العودة بعد كل هذه السنوات.
في إحدى المرات، استدرجت جدتي الحديث إلى ذلك الموضوع. وقد بدا واضحًا أنها كانت تحمل بعض المرارة تجاه ما حدث في الماضي.
“كان الخلاف بيننا بسبب الميراث. لقد تشاجرنا بشدة على توزيع أملاك والدينا بعد وفاتهما” قالت جدتي وهي تتنهد بحزن.
“لقد تصلبت مواقفنا وأصررنا على حقوقنا الشخصية. ولم نكن نرى سوى مصالحنا الخاصة. لم نكن نفكر في الروابط العائلية التي تربطنا” أضافت.
استمعنا بانتباه شديد إلى قصتها. فقد كان من الصعب علينا تصور أن جدتنا الحنونة، التي تجمعنا حول نفسها بكل هذا الدفء، قد خاضت يومًا ما صراعًا عائليًا مرًا.