في الأيام اللي فاتت الدنيا ولّعت على السوشيال ميديا بعد تصريح مثير للجدل طلع من Meta (الشركة المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب). التصريح لمح بشكل مباشر إن الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، المعروف باسم Meta AI، ممكن يكون عنده وصول لمحادثات واتساب.
الخبر انتشر زي النار في الهشيم 🔥، والناس بدأت تسأل: “هو فعلاً في حد بيقرأ رسائلنا الخاصة؟” 🤔. خصوصًا إن واتساب دايمًا بيروّج لنفسه إنه آمن ومشفر “من طرف لطرف”. التصريح ده فتح باب شكوك وأسئلة كبيرة حوالين الخصوصية، وهل فعلاً رسائلنا آمنة ولا مجرد وهم تسويقي؟
إيه أصل موضوع .. هل يقرأ Meta AI محادثاتك على واتساب؟ 📰
التصريح اللي عمل دوشة جه في لقاء صحفي مع أحد المتحدثين باسم Meta، واللي كان بيتكلم عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة. وقتها قال جملة اتفهم منها إن Meta AI ممكن يستفيد من بيانات التطبيقات، ومنها واتساب.
الجملة دي كفاية إنها تثير شكوك ملايين المستخدمين. لإن ببساطة، واتساب طول الوقت بيأكد إن محدش حتى الشركة نفسها يقدر يقرأ رسائلك الخاصة، بفضل تقنية اسمها التشفير من طرف لطرف (End-to-End Encryption).
السؤال هنا: هل فعلاً في تعارض بين الكلام ده وبين تصريحات الشركة؟ ولا الموضوع اتفهم غلط؟
يعني إيه تشفير من طرف لطرف؟ 🔒
التشفير ده معناه ببساطة إن أي رسالة بتتبعت من عندك بتطلع مشفرة، ومفيش أي جهاز في النص يقدر يقرأها غير جهاز الشخص اللي بيستقبلها. حتى سيرفرات واتساب نفسها بتشوف الرسالة كرموز عشوائية مش مفهومة.
يعني المفروض إن حتى Meta، صاحبة التطبيق، ماعندهاش القدرة تفتح رسائلك أو تعرف محتواها. كل اللي يقدروا يشوفوه هو بيانات ميتا (metadata) زي: وقت الإرسال، حجم الملف، أو نوع الجهاز المستخدم. لكن النص نفسه؟ المفروض مغلق تمامًا.
فين المشكلة؟ 🤔
المشكلة في التصريح اللي اتفهم على إنه ممكن يسمح باستخدام البيانات دي لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. وده بيخلي ناس كتير تقلق: “طب لو الشركة فعلاً بتستخدم بياناتنا، هل ده معناه إن في موظف قاعد يقرأ الرسائل؟ ولا AI بيحللها أوتوماتيك؟”
فيه فرق كبير بين قراءة البشر للرسائل وبين إنظمة AI تحلل البيانات بطريقة مجهولة الهوية. لكن الناس عندها حساسية عالية جدًا ناحية أي فكرة إن حد يطلع على خصوصياتهم، خصوصًا على تطبيق زي واتساب اللي مستخدمينه بالمليارات.
رد واتساب الرسمي 📢
بعد ما
لكنهم وضحوا إن بعض الخصائص الجديدة زي الدردشة مع Meta AI bot جوا واتساب بتعتمد على إنك توافق تشارك بيانات المحادثة مع الذكاء الاصطناعي. يعني، ده بيحصل بإذن منك لو قررت تستخدم الميزة. لكن المحادثات العادية بينك وبين أصحابك أو شغلك؟ تفضل مشفرة بالكامل.
الذكاء الاصطناعي والخصوصية 🤖🕵️♂️
الجدل ده مش بس عن واتساب. كل شركات التكنولوجيا الكبيرة دلوقتي داخلة في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي. والسباق ده محتاج “وقود”: والوقود هو البيانات.
الشركات بتدور على مصادر ضخمة من المعلومات علشان تدرب النماذج، والبيانات اللي بيكتبها الناس في محادثاتهم اليومية تعتبر كنز. بس في نفس الوقت، استخدامها من غير إذن صريح بيعتبر تعدي على الخصوصية وممكن يعمل مشاكل قانونية ضخمة.
علشان كده واتساب بتحاول تمشي على خط رفيع: تستفيد من AI وتضيف خصائص جديدة للمستخدمين، لكن من غير ما تكسر وعدها الأساسي بحماية الرسائل الخاصة.
إزاي ممكن Meta AI يشتغل جوا واتساب؟ ⚙️
الميزة الجديدة اللي بدأت تظهر عند بعض المستخدمين هي إمكانية إنك تكتب للبوت “Meta AI” جوا الدردشة وتسأله أي سؤال. البوت بيرد عليك زي ChatGPT كده.
علشان ده يحصل، لازم المحادثة مع البوت تتبعت للخوادم وتتراجع، لإن AI محتاج يقرأ الرسالة علشان يجاوب. لكن ده بيختلف تمامًا عن المحادثات الخاصة مع أصحابك. يعني:
- محادثتك مع Meta AI = بتتبعت وتتراجع عشان يجاوبك.
- محادثتك مع أصحابك = مشفرة وماحدش يقدر يشوفها.
ليه الناس متضايقة؟ 😡
الناس عندها خوف طبيعي من أي حاجة لها علاقة بالخصوصية. واتساب حصلت لها أزمات مشابهة قبل كده، زي لما أعلنت عن مشاركة بعض بياناتها مع فيسبوك سنة 2021، وساعتها ملايين هددوا يسيبوا التطبيق ويروحوا لتليجرام أو سيجنال.
فمجرد تصريح صغير عن “قراءة المحادثات” كفاية يخلي الناس تشك إن وعود التشفير مش حقيقية. خصوصًا إن ثقة المستخدمين في شركات زي Meta مش دايمًا في أفضل حال.
هل في مخاطر فعلية؟ ⚠️
المخاطر موجودة في حالتين أساسيتين:
- لو استخدمت محادثة Meta AI وشاركت معاه بيانات حساسة من غير ما تاخد بالك.
- لو في ثغرات مستقبلية في النظام تسمح لطرف خارجي يخترق التشفير.
لكن في الوضع الحالي، المحادثات بينك وبين أي شخص تاني لسه محمية بالتشفير، ومفيش دليل إن Meta بتقرأها فعلًا.
إزاي تحمي نفسك؟ 🛡️
– متشاركش أسرارك أو معلومات حساسة مع أي بوت AI جوا واتساب.
– افحص إعدادات الخصوصية دايمًا.
– حدث التطبيق باستمرار علشان تستفيد من التحديثات الأمنية.
– لو عندك شكوك، استخدم تطبيقات بديلة زي سيجنال (Signal) المعروف بتركيزه القوي على الخصوصية.
تاريخ واتساب مع الخصوصية 🔐
من أول ما بدأ واتساب، كان بيسوّق نفسه على إنه تطبيق “آمن”. سنة 2016، واتساب أعلن عن إضافة ميزة التشفير من طرف لطرف لكل المستخدمين، وده كان خطوة ثورية في وقتها. الرسائل بقت مشفرة بالكامل، يعني حتى لو السيرفرات اتهاجمت، محدش يقدر يقرأ النصوص.
لكن مع استحواذ فيسبوك (اللي بقت Meta) على واتساب سنة 2014، بدأت الشكوك تزيد. خصوصًا بعد إعلان مشاركة البيانات مع فيسبوك سنة 2021، واللي خلّى ملايين المستخدمين يفكروا يسيبوا التطبيق. الموضوع كشف إن أي تغيير في سياسة الخصوصية ممكن يخلق عاصفة من الغضب والخوف.
وده بيورينا إن الثقة هي العملة الأساسية في التطبيقات دي. أول ما الثقة تهتز، حتى لو التشفير لسه شغال، الناس بتبدأ تقلق وتسأل: “هو فعلاً رسالتي آمنة؟ ولا في حاجة بتحصل ورا الكواليس؟”
إزاي الإعلام بيأثر على صورة الخصوصية 📰
الإعلام عنده دور كبير جدًا في تضخيم أو تهدئة أي خبر. لما يتقال تصريح مبهم زي “Meta AI بيستفيد من بيانات واتساب”، العناوين بتخرج بشكل مثير: “واتساب بيقرأ محادثاتك!”، “Meta تتجسس على رسائلك!”، وهنا تبدأ البلبلة.
المشكلة إن الناس غالبًا بتقرأ العنوان ومش بيدخلوا في التفاصيل. مع إن الحقيقة بتكون أعقد: الذكاء الاصطناعي محتاج بيانات علشان يشتغل، بس ده مش معناه إنه بيقعد يقرأ دردشاتك الخاصة.
ده بيأكد فكرة إن الشركات لازم يكون عندها شفافية كاملة في تواصلها مع الجمهور. كلمة زيادة أو جملة ناقصة ممكن تعمل أزمة عالمية وتكسر الثقة اللي اتبنت على مدار سنين. 🧩
المستقبل بين الذكاء الاصطناعي والخصوصية 🤖⚖️
اللي بيحصل دلوقتي مع واتساب وMeta مش مجرد حادثة منفصلة. ده جزء من معركة أكبر بين التكنولوجيا والخصوصية. الشركات عايزة تقدم خدمات متطورة بالذكاء الاصطناعي، لكن ده محتاج بيانات ضخمة. في المقابل، المستخدمين عايزين يحافظوا على أسرارهم ومحادثاتهم الخاصة.
المستقبل غالبًا هيكون فيه حلول وسط: زي إن البيانات تتحلل بشكل مجهول الهوية (Anonymous Data)، أو إن المستخدم يختار بنفسه يشارك بيانات معينة. كمان ممكن نشوف قوانين أقوى من الحكومات علشان تحمي حقوق الناس في مواجهة الشركات الكبيرة.
يعني باختصار: التوازن بين الابتكار وحماية الخصوصية هو التحدي الأكبر اللي قدامنا في العشر سنين الجاية. 🌍
إيه اللي ممكن نتعلمه كمستخدمين؟ 🧠
القصة دي بتعلّمنا إننا لازم نكون دايمًا واعين. ماينفعش نسلم بياناتنا لأي تطبيق أو ميزة جديدة من غير ما نقرا الشروط أو نفهم إيه اللي بيحصل. خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي، أي كلمة أو صورة أو محادثة ممكن تتحول لبيانات بتُستخدم في تدريب أنظمة ضخمة.
يعني مثلًا: لو هتستخدم Meta AI جوا واتساب، خليك عارف إن المحادثة بتتبعت للخوادم عشان AI يقدر يجاوبك. وبالتالي ماتكتبش أي معلومة حساسة أو شخصية جدًا.
والأهم من كده إننا نضغط كمستخدمين على الشركات عشان تفضل ملتزمة بالشفافية. كل مرة بيكون في جدل زي ده، لازم الصوت يوصل للشركة إننا مش مستعدين نضحّي بخصوصيتنا. لأن في النهاية، التطبيقات دي من غير المستخدمين ملهاش أي قيمة 💯.
تعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد — كن أوّل من يعلّق.